وجوابه للشيخ حسن ابن الشيخ زين الدين الشهيد الثاني:
لأن أهل الحب باعوا به * نفوسهم والفخر للبايع والعبد محجور عليه وما * نرى لحكم الحجر من رافع 893:
أبو عمرو الزاهد محمد بن عبد الواحد الزاهد الطبري اللغوي النحوي وغلام ثعلب اللغوي المشهور وقد يعبر عنه بصاحب ثعلب أيضا. في الرياض: الظاهر أنه من الامامية وينقل عن كتابه ابن طاوس في كتبه كثيرا من الأخبار ومن مؤلفاته كتاب فائت الجمهرة لابن دريد في اللغة كما يظهر من فوائد الشهيد وغيره وله كتاب اليواقيت نسبه إليه بعض العلماء وينقل عنه في الفضائل وله كتاب المناقب والظاهر أنه هو كتاب اليواقيت. 894:
محمد بن عبد الوهاب القزويني قال عباس اقبال الآشتياني:
ولد في 15 ربيع الأول 1294 في محلة سنكلج القديمة في طهران وتوفي سنة 1368 في طهران.
درس المترجم على والده حتى وفاته سنة 1306 ه. وعلى السيد مصطفى قنات آبادي والشيخ صادق الطهراني والشيخ فضل الله النوري المازندراني وملا علي نوري الحكمي والآخوند ملا محمد الآملي والحاج الميرزا حسن الآشتياني، وكان ملازما مجالس الشيخ هادي نجم آبادي والسيد أحمد رضوي البيشاوري والميرزا محمد حسين ذكاء الملك فروغي، حتى يمكن القول أن هذه المجالس أثرت في حياته أكثر مما أثرت دروسه المدرسية.
نقل أخوه الأصغر السيد أحمد عبد الوهابي من قبل إحدى الشركات إلى لندن قبل سنة 1322 ه بقليل، ولما كان أخوه هذا يعرف مدى تشوقه لدراسة المخطوطات العربية والفارسية، وكان قد رأى في لندن مجموعة ضخمة منها، فقد دعا أخاه محمد بعد مدة من إقامته هناك إلى زيارة لندن للوقوف على تلك النفائس ودراستها. وكان المترجم آنذاك في السادسة والعشرين من عمره فاستقبل الدعوة بحماسة بالغة مقدرا أنه سيبقى أياما في لندن ويعود بعد إتمام مطالعاته إلى إيران مع أخيه، ولكن هذا السفر الموقت طال ستا وثلاثين سنة، ذلك إن إغراء تلك الكتب النفيسة القيمة، وتوفرها في مكان واحد وسهولة تناول تلك النسخ العزيزة النادرة، وكذلك تعرفه بالبروفسور إدوارد براون الذي كان مفتونا بإيران ومن المتخصصين في تاريخها وآدابها، بدلت بالتدريج عزمه من السفر الموقت إلى الإقامة الدائمة، كما أن فنون التحقيق والمطالعة والتصحيح والمقابلة في الفروع التي تستهويه، بما عرف عنه من دقة واحتياط وشك كانت جبلة فيه أنسته الأحباب والأصحاب، ولم يعد في خاطره شاغل آخر سوى ملاحقة ذلك الهدف العلمي. وبعد أن تعرف على أساليب المستشرقين في أعمالهم، شرع بدعوة من البروفسور أدوارد براون في تصحيح تاريخ جهانكشاي للجويني ونشره، ولما كانت فضلي النسخ وأهمها من ذلك الكتاب التاريخي موجودة في المكتبة الوطنية بباريس، فقد انتقل إليها في شهر ربيع الثاني من 1324 ه، أي بعد سنتين من إقامته في لندن ومنذ ذلك التاريخ حتى سنة 1333 حين انتقل من باريس إلى برلين مكث في العاصمة الفرنسية بسبب الحرب العالمية الأولى ولظهور عدة عقبات أخرى في الصيف، ولم يفارقها إلا لماما، إذ كان يغادرها أحيانا للاستجمام في سويسرة، وقد وفق خلال هذه المدة من إقامته بباريس إلى طبع الجزء الأول من تاريخ الجويني تاريخ جهانكشاي وتحضير الجزء الثاني منه للطبع، وإلى نشر بضع مقالات ورسالات في آداب إيران وتاريخها، وإلى تصحيح مقطوعتين أو ثلاث من المتون الفارسية القديمة وإحيائها.
وبعد مضي عام على بدء الحرب العالمية الأولى، انتقل المترجم من باريس إلى برلين برفقة المرحوم حسينقلي خان نواب الذي كان انتخب سفيرا لإيران في برلين، وكان انتقاله بناء على دعوة من الأستاذ حسين تقي زاده الذي كان في ذلك التاريخ رئيسا للجمعية الإيرانية الألمانية، والذي كان يصدر جريدة يومية باسم كاوه انتصارا للتعاون الاسلامي الألماني النمسوي وخصومة للروس والإنكليز، ووصل القزويني إلى برلين عن طريق سويسرا في 18 ذي الحجة 1323 27 تشرين الأول اكتوبر 1915 وبقي فيها طوال مدة الحرب بل وأمدا بعدها، وكان يقضي أيامه في مطالعة المخطوطات العربية والفارسية في المكتبة الإمبراطورية ببرلين ومصاحبة فضلاء المستشرقين وأعضاء الجميعة الإيرانية ببرلين ومساعدة جريدة كاوه والتحادث إلى الأستاذ تقي زاده، ومع أن أمنيته الوحيدة كانت أن تنتهي الحرب ليعود إلى تصحيح تاريخ جهانكشاي ونشره، فان عودته إلى باريس تأخرت بعد الحرب حتى 1920 أي أكثر من سنة، بسبب عقبات نشأت بعد الحرب ولعدم عودة العلاقات بين الدول المتحاربة إلى صورة طبيعية وعادية حالا بعد الحرب، وفي ذلك التاريخ فقط أي في 1920 استطاع بدعوة من صديقه القديم الميرزا محمد علي خان فروغي وبفضل التسهيلات التي مهد بها له أن يعود من برلين إلى باريس، وأن يتابع عمله السابق المبتور في تحقيق الكتب وتصحيحها.
وخلال سفرته الثانية هذه إلى باريس تزوج من سيدة إيطالية ولدت له بنتا، وقد كان هذا زواجه الوحيد في حياته كما أنه لم يعرف من الأولاد سوى تلك البنت.
كان المترجم مقيما في باريس حتى خريف سنة 1939 م. حيث ترك باريس بسبب قيام الحرب العالمية الثانية والمتاعب التي كانت تعترض إقامة الأجانب في البلاد المشتركة في الحرب عدا الأخطار التي كانت تتهدد حيوات الناس في فرنسا، وبعد ست وثلاثين سنة من الاغتراب عاد المترجم في شهر تشرين الأول من تلك السنة مع زوجته وبنته إلى طهران، ووفق كذلك بعد انتهاء الحرب إلى جلب مكتبته النفيسة من باريس إلى طهران، ثم قطع علاقته بأوربا وصمم على أن يقضي بقية حياته في وطنه العزيز.
وقد ظل المترجم من 1939 م. حتى وفاته مشغولا كسابق عهده بالمطالعة والتحقيق.
أما آثاره وكتاباته عدا كمية ضخمة من المذكرات والملاحظات