سمير كتاب عامل بمناره * فخير الورى طرا عليم وعامل ومنه قوله:
تحملت من همي ودهري وصرفه * وقلبي ما لا يستطاع فيحمل ولو أن ما بي قد علا رأس يذبل * وحمل منه البعض ما كان يذبل وليس الفتى إلا الذي صح عرضه * وكان له بين السماكين منزل وقد ترك عدة رسائل فقهية لم تخرج من المسودة.
مراثيه مما رثي به قصيدة للشيخ عبد الكريم صادق:
هز الهضاب الشامخات بعامل * صوت يرن صداه في فجواتها صوت أطل من العراق مروعا * غصت له اللهوات في زفراتها ينعي إلينا عالما علامة * والسيد المرموق من ساداتها ينعي إلينا آية قدسية * هي في نظام الغر من آياتها ينعي إلينا شعلة وقادة * تتفجر الأنوار من مشكاتها ينعي إلينا دوحة مضرية * العلم والأخلاق من ثمراتها ينعي إلينا فكرة مصقولة * كشف الصقال الحجب عن مرآتها ينعي إلينا علما زخاره * يزري بدجلتها وفيض فراتها إلى أن يقول:
يا بن النجيب وأنت أكرم سيد * هو للنجابة عاقد حبراتها ما زلت طلاب الرقي إلى العلى * حتى استويت على ذرى درجاتها وحللت دار القدس وهي لأجلها * أفنيت نفسك في سبيل حياتها ونظرت في دنياك نظرتك التي * كشفت لك المخبوء من خدعاتها كيد تكيد به هواة علوها * لتعيدهم في الوهد من هواتها فسلمت من خلساتها وسلمت من * لسعاتها وسلمت من لسباتها ونبذتها نبذ النواة وأنت من * أدرى الورى بالسوء من نياتها لم تجتذبك لها زخارفها التي * هي كالسراب يلوح في خلواتها ووراك خافقة النعال سحقتها * بالنعل لا طربا إلى أصواتها ورفعت قدرك أن يضيع وأنه * ليضوع كالأزهار في جناتها 734:
الشيخ محمد سعيد ابن الشيخ محمود سعيد النجفي هو ابن أخت ملا عباس البغدادي النجفي الشاعر المشهور.
في كنز الأديب: ولد في النجف 14 رجب سنة 1250 وتوفي ليلة الأربعاء سلخ ربيع الأول سنة 1319 ودفن في الصحن الشريف الحسيني بكربلا.
كانت لآبائه نيابة التولية والنظارة للحضرة الحيدرية حينما كان الخازن لها هو حاكم النجف ثم تغيرت أحواله بعد وفاة أبيه وابن عم أبيه وصرفت عنهم هذه التولية. وتوفي والده بعد ولادته بنحو من سنتين ولما ترعرع صار له شغف بطلب العلم وقراءة الكتب الفارسية وحصلت له الملكة باللغة الفارسية كما أحرزها باللغة العربية وآدابها حتى كان الفرس والعرب يراجعونه فيما يشكل عليهم من اللغتين وكان ينظم في اللغة الفارسية والعربية فمن نظمه في العربية قوله مخاطبا بعض أصحابه في بغداد وقد طغى شط دجلة:
أ يحسب لما أن طغى شط دجلة * يجاريك في مجراه زاخره الغمر ولو أنه جاراك في جريانه * لما كان بعد المد يعقبه جزر وكتب إليه أيضا وقد نقص دجلة بعد زيارته:
يا أيها الشهم الزكي الذي * قد طاب فرعا وزكا عنصرا طغى عباب الماء من دجلة * كيما يجاريك إذا ما جرى وحيث جاري منه أجرى ندى * أحجم حتى رجع القهقري وله مشطرا:
أخي والكريم الحر ليس بتارك * عهود أخاء حفظها سمة الحر أ يترك من صدق الإخاء شعاره * أخاه بفوغاء الحوادث في ضر إذا لم تكن لي والحوادث جمة * فمن لي لدى اللأواء في الحادث النكر وإن أنت في دنياك لم تك نافعي * فقل لي متى أرجوك تنفع في حشري وله:
وأخ وفي لا أطيق فراقه * حكم الزمان بان أراه مفارقي بان الأسى مذ بان وابيضت أسى * لنواه سود نواظري ومفارقي وله:
لو كان نيل المنى التدبير ينجحه * لنلت أقصى الأماني بالتدابير لكنما كل شئ أنت تطلبه * يجري بامر مليك للمقادير وله ملغزا في زائدة:
يا صارفا في الصرف أيامه * هلا أفدت سائلا فائدة ما اسم على فاعلة وزنه * لكنما أحرفه زائدة وله مخاطبا بعض أصحابه عند قدومه لبغداد بعد غيبته:
نأيت عن الزوراء فاظلم وحشة * بها أفقها وأزور عنها جمالها ومذ عدت عادت فيك تشرق بهجة * لأنك فيها شمسها وهلالها وله:
زارني في رمضان في الدجى * فحسبت الصبح قد لاح ضياه وتركت لثم فيه خيفة * يبطل الصوم إذا قبلت فاه وله في الشيب:
رأت بفودي وخط الشيب ملتهبا * كشعلة البرق في داج من الغسق فأعرضت ثم عادت وهي ترمقه * باعين للقلى محمرة الحدق لا تحسبي أن رأسي شاب من كبر * فبت في قلق منه وفي أرق لكنما استبقت بي للنهي هممي * فأحرزت منه شأوا غير مستبق لبست بردا قشيبا للوقار وقد * جردت نفسي عن برد الصبا الخلق ولم أقل حين وافى الشيب مقتبلا * مقال منغمر في الجهل لم يفق يا حبذا عصر لهو للشباب مضى * قد طاب مصطبحي فيه ومغتبقى شتان ما بين أيام المشيب وما * بين الشبيبة من كيس ومن حمق ما ذا تعيبين من شيب نضارته * تروق كالروض غب العارض الغدق وأين لون شباب حالك غدف * من حسن لون مشيب ناصع يقق لئن أحال بياض الرأس حين فشا * خلقي فحسبي ما خولت من خلقي وله في العتاب:
قد رقت فينا منظرا وإنما * معتقدي بان تفوق مخبرا لئن تطولت ببري فلكم * أطلت من مدح عليك اقتصرا