له القسطاس المستقيم في المنطق والمسكيا القويم في علم الميزان وتعليقته على حاشية ملا عبد الله على التهذ، والفلك المشحون في أصول الفقه والكلمة الباقية في الأخلاق والمقاليد في الفقه. كان معاصرا لميرزا علي نقي الطباطبائي ومعارضا له وبينهما حكايات من جهة الدراهم الهندية وهو المعروف بباشته طلائي تمييزا له عن سميه من بلده ومعاصره. 556:
الشيخ بهاء الدين محمد بن الحسين بن عبد الصمد بن محمد بن علي بن الحسين بن صالح الحارثي الهمداني العاملي الجبعي نزيل أصفهان نسبته الحارثي الهمداني نسبة إلى الحارث الهمداني صاحب أمير المؤمنين علي ع والهمداني بالدال المهملة وسكون الميم نسبة إلى همدان القبيلة العربية المشهورة وهم حي من اليمن وبالمعجمة وفتح الميم البلد وهي مدينة إيرانية. والحارث الهمداني هو الذي قال له أمير المؤمنين ع شعرا منه:
يا حار همدان من يمت يرني * من مؤمن أو منافق قبلا وكانوا مخلصين في ولاء علي ع وصبروا معه يوم صفين، روي انهم في بعض أيامها حين استحر القتل ورأوا فرار الناس عمدوا إلى أغماد سيوفهم فكسروها وعقلوا أنفسهم بعمائهم وبركوا للقتل فقال فيهم علي ع:
لهمدان أخلاق ودين يزينها * وبأس إذا لاقوا وحسن كلام فلو كنت بوابا على باب جنة * لقلت لهمدان ادخلوا بسلام وقال ع يوم الجمل لو تمت عدتهم ألفا لعبد الله حق عبادته.
وكان إذا رآهم يتمثل بقول الشاعر:
ناديت همدان والأبواب مغلقة * ومثل همدان سنى فتحة الباب كالهندواني لم تفلل مضاربه * وجه جميل وقلب غير وجاب والى ذلك يشير الشيخ جعفر الخطي شاعر البحرين في قصيدته الرائية التي عارض بها رائية البهائي المسماة روح الجنان المذكورة في ترجمته بقوله:
فيا ابن الألى أثنى الوصي عليهم * بما ليس تثني وجهه يد انكار بصفين إذ لم يلف من أوليائه * وقد عض ناب للوغى غير فرار وابصر منهم جن حرب تهافتوا * على الموت اسراع الفراش إلى النار سراعا إلى داعي الحروب يرونها * على شربها الأعمار منهل اعمار أطاروا غمود البيض واتكلوا على * مفارق قوم فارقوا الحق فجار وأرسوا وقد لاثوا على الركب الحبي * بروكا كهدي أبركوه الجزار فقال وقد طابت هنالك نفسه * رضي وأقروا عينه اي اقرار فلو كنت بوابا على باب جنة * كما أفصحت عنه صحيحات آثار مولده ووفاته ومدفنه ولد في بعلبك يوم الخميس لثلاث عشرة بقين من المحرم سنة 953 كما في السلافة وغيرها. وقال أبو المعالي الطالوي انه ولد بقزوين والله اعلم.
وتوفي في أصفهان 12 شوال سنة 1030 على ما ذكره تلميذه السيد حسين ابن السيد حيدر الحسيني الكركي العاملي والمجلسي الأول الذي حضر وفاته والصلاة عليه فهما اعرف بتاريخ وفاته. وقيل سنة 1031 وقيل سنة 1035 فيكون عمره 77 سنة. وذكر تلميذه المجلسي الأول ان عمره بضع وثمانون سنة اما احدى وثمانون أو اثنتان وثمانون لأني سألته عن عمره فقال: ثمان أو تسع وسبعون ثم توفي بعد ذلك بسنين آه وعليه فكون أحد التاريخين مغلوطا تاريخ الولادة أو تاريخ الوفاة وكان من ارخ وفاته سنة 1035 أخذه من هذا والله اعلم. وعن السيد نعمة الله الجزائري ان تاريخ وفاته على ما نظمه بعض مشائخنا المعاصرين:
بدر العراقين خبا ضوءه * ونير الشام وشمس الحجاز أردت تاريخا فلم اهتد) له فألهمت قل الشيخ فاز ولا يخفى انه ينقص سنة لأن حروفه تبلغ 1029. وفي روضات الجنات انه رأى في التعليقات القديمة على نسخة في توضيح المقاصد من مؤلفات البهائي في 12 شوال سنة 1030 توفي شيخنا العلامة الكامل بهاء الدين محمد العاملي مؤلف هذا الكتاب وكان تاريخ وفاته بالفارسية.
بي سر وباكشت شرع وافسر فضل اوفتاد آه ولست أعرف كيف صار هذا تاريخا لوفاته فمن عرفه فليبينه. كانت وفاته في أصفهان كما مر ثم نقل قبل الدفن إلى مشهد الرضا ع ودفن هناك في داره بجانب الحضرة المقدسة الرضوية وقبره هناك مشهور مزور إلى اليوم ولو كان في مضيعة العلماء جبل عامل لكان كقبر الشيخ علي الميسي في قرية صديق لا يعرفه أحد وكقبر السيد علي الصائغ فيها عليه الأتربة والأوساخ ولا يزوره أحد وكقبور صاحبي المعالم والمدارك واجلاء العلماء المدفونين في جبع وغيرها المهجورة المجهولة كما كان أصحابها زمن الحياة وكان من هو دونهم في إيران والهند وغيرها محفودا محشودا.
وقال تلميذه المجلسي الأول: تشرفت بالصلاة عليه في جميع الطلبة والفضلاء وكثير من الناس يقربون من خمسين ألفا أقوال العلماء في حقه في الأمل: حاله في الفقه والعلم والفضل والتحقيق والتدقيق وجلالة القدر وعظم الشأن وحسن التصنيف ورشاقة العبارة وجمع المحاسن أظهر من أن يذكر وفضائله أكثر من أن تحصر وكان ماهرا متبحرا جامعا كاملا شاعرا أدبيا منشئا عديم النظير في زمانه في الفقه والحديث والمعاني والبيان والرياضي وغيرها.
وقال السيد مصطفى التفريشي في نقد الرجال: جليل القدر عظيم المنزلة رفيع الشأن كثير الحفظ ما رأيت بكثرة علومه ووفور فضله وعلو رتبته في كل فنون الاسلام كمن له فن واحد، له كتب نفيسه جيدة آه.
وقال السيد عز الدين الحسين ابن السيد حيدر الكركي في بعض إجازاته: شيخنا الامام العلامة ومولانا الهمام الفهامة أفضل المحققين واعلم المدققين خلاصة المجتهدين بهاء الملة والحق والدين كان أفضل اهل زمانه بل كان متفردا بمعرفة بعض العلوم الذي لم يحم حوله من اهل زمانه ولا قبله على ما أظن آه.
وقال السيد علي خان في السلافة: علم الأئمة الاعلام وسيد علماء الاسلام وبحر العلم المتلاطمة بالفضائل أمواجه وفحل الفضل الناتجة لديه