وكان له نائب يعرضها على بختيار فكان ذلك النائب يكاتب بها عضد الدولة ساعة فساعة فلما ملك عضد الدولة بعد موت أبيه كتب إلى أخيه فخر الدولة بالري يأمره بالقبض عليه وعلى أهله وأصحابه ففعل ذلك وانقلع بيت العميد على يده كما ظنه أبوه أبو الفضل.
وكان أبو الفتح ليلة قبض وقد امسى مسرورا فاحضر الندماء والمغنين واظهر من الآلات الذهبية والزجاج المليح وأنواع الطيب ما ليس لاحد مثله وشربوا وعمل شعرا وغني له فيه وهو:
(دعوت المنى ودعوت العلا * فلما أجابا دعوت القدح) (وقلت لأيام شرخ الشباب * إلي فهذا أوان الفرح) (إذا بلغ المرء وآماله * فليس له بعدها مقترح) فلما غنى في الشعر استطابه وشرب عليه إلى ان سكر وقام وقال لغلامه اتركوا المجلس على ما هو عليه لنصطبح غدا وقال لندمائه بكروا إلي غدا لنصطبح ولا تتأخروا فانصرف الندماء ودخل هو إلى بيت منامه فلما كان السحر دعاءه مؤيد الدولة فقبض عليه وأرسل إلى داره فاخذ جميع ما في جملته ذلك المجلس بما فيه.