من هو بهذه الصفة؟ فقال ما أعرفه إلا الحسين بن القاسم فقال صدقت وإن قلبي ليميل إليه فإن جاءك منه رسول برقعة فاعرضها علي وأكتم حاله ولا تطلع على أمره أحدا.
وخرج مفلح إلى الدانيالي فسأله هل تعرف أحدا من الكتاب بهذه الصفة فقال لا أعرف أحدا قال فمن أين وصل إليك هذا الكتاب فقال من أبي وهو ورثه من آبائه وهو من ملاحم دانيال عليه السلام فأعاد ذلك على المقتدر فقبله فعرف الدانيالي ذلك الحسين بن القاسم فلما أعلمه كتب رقعة إلى مفلح فأوصلها إلى المقتدر ووعده الجميل وأمره بطلب الوزارة وإصلاح مؤنس الخادم فكان ذلك من أعظم الأسباب في وزارته مع كثرة الكارهين له.
ثم اتفق أن الكلوذاني عمل حسبة بما يحتاج إليه من النفقات وعليها خط أصحاب الديوان فبقي يحتاج إلى سبعمائة ألف دينار وعرضها على المقتدر وقال ليس لهذه جهة إلا ما يطلقه أمير المؤمنين لأنفقه فعظم ذلك على المقتدر.
وكتب الحسين بن القاسم لما بلغه ذلك يضمن جميع النفقات ولا يطالبه بشيء من بيت المال وضمن أنه يستخرج سوى ذلك ألف ألف دينار يكون في بيت المال فعرضت رقعته على الكلوذاني فاستقال وأذن له في وزارة