كثير من الروم ففارقوها لما سمعوا خبر ثمال ودخلها المسلمون فوجودا فيها من الأمتعة والطعام شيئا كثيرا فأخذوه وأحرقوا ما كانوا عمروه منها، وأوغلوا في بلاد الروم ينهبون ويقتلون ويخربون حتى بلغوا أنقرة وهي التي تسمى الآن انكورية وعادوا سالمين لم يلقوا كيدا فبلغت قيمة السبي مائة ألف دينار وستة وثلاثين ألف دينار وكان وصولهم إلى طرسوس آخر رمضان.
وفيها كاتب ابن الديراني وغيره من الأرمن وهم بأطراف أرمينية الروم وحثوهم على قصد بلاد الاسلام ووعدوهم النصرة فسارت الروم في خلق كثير فخربوا بزكرى وبلاد خلاط وما جاورها وقتل من المسلمين خلق كثير وأسروا كثير منهم فبلغ خبرهم مفلحا غلام يوسف ابن أبي الساج وهو والي آذربيجان فسار في عسكر كبير وتبعه كثير من المتطوعة إلى أرمينية فوصلها في رمضان وقصد بلد ابن الديراني ومن وافقه لحربه وقتل أهله ونهب أموالهم وتحصن ابن الديراني بقلعة له وبالغ الناس كثرة القتلى من الأرمن حتى قيل إنهم كانوا مائة ألف قتيل والله أعلم.
وسارت عساكر الروم إلى سميساط فحصروها فاستصرخ أهلها