القرامطة ذلك عادوا إلى الأنبار، وسير مؤنس المظفر صاحبه يلبق في ستة آلاف مقاتل إلى عسكر القرامطة غربي الفرات ليغنموه ويخلصوا ابن أبي الساج فبلغوا إليهم وقد عبر أبو طاهر الفرات في زورق صياد وأعطاه ألف دينار فلما رآه أصحابه قويت قلوبهم ولما أتاهم عسكر مؤنس كان أبو طاهر عندهم فاقتلوا قتالا شديدا فانهزم عسكر الخليقة.
ونظر أبو طاهر إلى ابن أبي الساج وهو قد خرج من الخيمة ينظر ويرجو الخلاص وقد ناداه أصحابه أبشر بالفرج فلما انهزموا حضره وقتله وقتل جميع الأسرى من أصحابه وسلمت بغداد من نهب العيارين لأن نازوك كان يطوف هو وأصحابه ليلا ونهارا ومن وجدوه بعد العتمة قتلوه فامتنع العيارون، واكترى كثير من أهل بغداد سفنا ونقلوا إليها أموالهم وربطوها لينحدروا إلى واسط وفيهم من نقل متاعه إلى واسط وإلى حلوان ليسيروا إلى خراسان وكان عدة القرامطة ألف رجل وخمسمائة رجل منهم سبعمائة فارس وثمانمائة راجل وقيل كانوا الفين وسبعمائة.
وقصد القرامطة مدينة هيث وكان المقتدر قد سير إليها سعيد بن حمدان وهارون بن غريب فلما بلغها القرامطة رأوا عسكر الخليفة قد سبقهم فقاتلوهم على السور فقتلوا من القرامطة جماعة كثيرة فعادوا عنها.
ولما بلغ أهل بغداد عودهم من هيت سكنت قلوبهم ولما علم المقتدر بعدة عسكره وعسكر القرامطة قال لعن الله نيفا وثمانين إليه يعجزون عن ألفين وسبعمائة.