وأسقط من الجند من لا يحمل السلاح ومن أولاد المرتزقة من هو في المهد فإن آباءهم أثبتوا أسماءهم، ومن أرزاق المغنين والمساخرة والندماء والصفاعنة وغيرهم مثل الشيخ الهرم ومن ليس له سلاح فإنه أسقطهم وتولى الاعمال بنفسه ليلا ونهارا واستعمل العمال في الولايات المتحدة واختار الكفاة.
وأمر المقتدر بالله بمناظرة أبي العباس الخصيبي فأحضره وأحضر الفقهاء والقضاة والكتاب وغيرهم، وكان علي وقورا لا يسفه فسأله عما صح من الأموال من الخراج والنواحي والأصقاع والمصادرات والمتكلفين بها ومن البواقي القديمة إلى غير ذلك، فقال: لا أعلمه.
وسأله عن الإخراجات والواصل إلى المخزن فقال لا اعرفه وقال له لم أحضرت يوسف بن أبي الساج وسلمت إليه أعمال المشرق سوى أصبهان وكيف تعتقد أنه يقدر هو وأصحابه وهم قد ألفوا البلاد الباردة الكثيرة المياه على سلوك البرية القفراء والصبر على حر بلاد الإحساء والقطيف ولم لا جعلت معه منفقا يخرج المال على الأجناد فقال ظننت أنه يقدر على قتال القرامطة وامتنع من أن يكون معه منفق.
فقال له كيف استخرت في الدين والمروءة ضرب حرم المصادرين وتسليمهن إلى أصحابك كامرأة ابن الفرات وغيره فان كانوا فعلوا ما لا يجوز ألست أنت السبب في ذلك؟