البشر، وكان لكل أمة اصطلاح خاص في ذلك. على أن هذه الأسماء التي وضعوها على أيام الأسبوع وأصبحت متعارفة اليوم لجميع الناس قد كان للعرب قبلها أسماء أخرى يطلقونها على أيام الأسبوع وهي:
" أول، وأوهد، وجبار، ودبار، ومؤنس، وعروبة، وشيار " وجمعها بعضهم في هذين البيتين:
أؤمل أن أعيش وإن يومى * بأول أو بأوهد أو جبار أو التالي دبار فإن أفته * فمؤنس أو عروبة أو شيار ولا نتوسع في بيان أسماء الأيام عند غير العرب من المصريين والرومانيين والبابليين وغيرهم فإن لذلك بحثا آخر هو أملك به.
ومما فات الذين انتقدوا أبا هريرة كذلك أنهم لم يفقهوا أن اليوم إذا كان مقداره عند الناس أربعا وعشرين ساعة فإنه عند الله غير معروف المقدار!
فقد يكون ألف سنة كما في قوله تعالى " وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون "، وقد يكون خمسين ألف سنة كما في قوله تعالى " تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة " وقد يكون أكثر من ذلك، والله عنده علم الغيب، هذا ما كان يجب أن يتولاه العلماء في نقد أبي هريرة في حديث خلق الله التربة يوم السبت، وتقصيرهم هذا ليس بغريب عليهم بل إنهم قد عرفوا به إذ يجعلون وكدهم في نقد الأسانيد فحسب، أما المتون فإنهم يدعونها على ما قد يكون فيها مما لا يقبله عقل صريح، ولا يقره علم صحيح، وقد أوضحنا ذلك في كتابنا " أضواء على السنة المحمدية " أكمل إيضاح وهم على كل حال مشكورون على ما بذلوه فيما يستطيعون!
وإن هذا الحديث الذي أثبت ثبوتا قاطعا كذب أبي هريرة وافتراءه على النبي صلى الله عليه وآله ليكفي وحده في نزع رداء الثقة عن أبي هريرة ورواياته، وفى امتلاخ كل عرق من الظن بأنه كان فيما يروى عن النبي صلى الله عليه وآله صادقا أمينا وإنه لكما وصفه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه حيث قال فيه:
إنه كان أكذب الناس، هذا وسيأتيك في موضعه من هذا الكتاب - اتهام الصحابة والتابعين ومن بعدهم إياه حتى كان بذلك (أول راوية اتهم في الاسلام).