قال: (1) خرجنا نريد العراق فمشى معنا عمر بن الخطاب إلى صرار، (2) فتوضأ ثم قال: أتدرون لمشيت معكم؟ قالوا: نعم نحن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم - مشيت معنا.
قال: إنكم تأتون أهل قرية لهم دوي بالقرآن كدوي النحل، فلا تصدوهم بالأحاديث.
جودوا القرآن وأقلوا الرواية عن رسول الله صلى الله - عليه وسلم - امضوا وأنا شريككم.
فلما قدم قرظة قالوا: حدثنا قال: نهانا عمر بن الخطاب.
قال أبو حاتم: لم يكن عمر بن الخطاب - وقد فعل - يتهم الصحابة بالتقول على النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا ردهم عن تبليغ ما سمعوا من رسول الله - (صلى الله عليه وسلم) - وقد علم أنه (صلى الله عليه وسلم) - قال: " ليبلغ الشاهد منكم الغائب " وأنه لا يحل لهم كتمان ما سمعوا من رسول الله - (صلى الله عليه وسلم) - ولكنه علم ما يكون بعده من التقول على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لأنه عليه السلام قال: (3) " إن الله - تبارك وتعالى - نزل الحق على لسان عمر وقلبه " وقال: (4) " أن يكون في هذه الأمة محدثون فعمر منهم " فد عمر من الثقات (5) المتقنين الذين شهدوا الوحي والتنزيل فأنكر عليهم كثرة الرواية عن النبي (صلى الله عليه وسلم