يقول: سمعت الليث بن سعد يقول: سمعت الزهري يقول: ما استودعت قلبي شيئا قط فنسيت. قال الليث: وكان يكثر شرب العسل ولا يأكل شيئا من التفاح.
حدثنا عمر بن سعيد بن سنان الطائي بمنبج ومحمد بن الحسن بن قتيبة بعسقلان قالا: حدثنا هشام بن خالد الأزرق (1): حدثنا الوليد عن سعيد بن عبد العزيز أن هشام بن عبد الملك أدى عن الزهري سبعة آلاف دينار دينا كان عليه، ثم قال:
يا زهري لا تعودن تدان. قال: كيف يا أمير المؤمنين، وقد حدثني سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال (2) قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) -: لا يلدغ المؤمن من حجر مرتين.
قال أبو حاتم: قد ذكرنا مناقب الزهري وأخباره وشمائله في كتاب العلل بما أرجو الغنية فيها لمن أراد الوقوف على معرفتها، فأغنى ذلك عن تكرارها في هذا الكتاب.
ثم أخذ عن هؤلاء مسلك الحديث وانتقاد الرجال، وحفظ السنن والقدح في الضعفاء جماعة من أئمة المسلمين والفقهاء في الدين منهم: سفيان بن سعيد الثوري، ومالك بن أنس، وشعبة بن الحجاج، وعبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي وحماد بن سلمة والليت ابن سعد، وحماد ابن زيد، وسفيان بن عيينة في جماعة معهم. إلا أن من أشدهم نتقاء للسنن وأكثرهم مواظبة عليها، حتى جعلوا ذلك صناعة لهم لا يشوبونها بشئ آخر ثلاثة أنفس: مالك، والثوري، وشعبة.