أبيه قال: " [قام] (1) رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالخيف (2) من منى فقال: نضر (3) الله عبدا سمع مقالتي فوعاها ثم أداها إلى من لم يسمعها فرب حامل فقه [لا فقه] له ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه، ثلاث لا يغل (4) عليهن قلب المؤمن: إخلاص العمل، والنصيحة لأولي الامر، ولزوم الجماعة، فإن دعوتهم تكون من ورائهم ".
قال أبو حاتم (رضى الله تعالى عنه): الواجب على [كل] من ركب (الله) فيه [آلة] العلم أن يرعى أوقاته على حفظ السنن رجاء اللحوق بمن دعا لهم النبي - صلى الله عليه وسلم - إذ الله - جل وعلا - أمر عباده باتباع سنته، وعند التنازع الرجوع إلى ملته حيث قال (5): " فإن تنازعتم في شئ فردوه إلى الله والرسول "، ثم نفى الايمان عمن لم يحكمه فيما شجر بينهم فقال (6): " فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما ". ولم يقل حتى يحكموا فلانا وفلانا فيما شجر بينهم، ولا قال: حرجا مما قضى وفلان، فالحكم بين الله عز وجل وبين خلقه رسوله صلى الله عليه وسلم فقط. فلا نحب لمن أشعر الايمان قلبه أن يقصر في