تتصور فيها العلية والمعلولية والسببية والمسببية في الوجود ومن هنا لا يكون في نفس الآمر إلا شوق وإرادة بالنسبة إلى الواجب النفسي أصالة وبالنسبة إلى مقدماته الموصلة تبعا وليس في نفسه أشواق متسلسلة واعتبار ذات كذلك إلا بالافتراض والاعتبار.
وثالثا مع الاغماض عن جميع ما ذكرناه أن التسلسل إنما يلزم لو كانت ذات المقدمة المقيدة بالإيصال مقدمة للمقدمة الموصلة وهي المقدمة الأولى المباشرة فإذا كانت كذلك ترشح الوجوب الغيري منها إليها لا من الواجب النفسي ثم ننقل الكلام إلى المقدمة الثانية وهكذا إلى أن تذهب الوجوبات الغيرية إلى ما لا نهاية له ولكن الأمر ليس كذلك لأن ذات المقدمة المقيدة بالإيصال مقدمة للواجب النفسي مباشرة لأنها نفس ذات الواجب الغيري الذي هو مقدمة له كذلك وحينئذ فلا يعقل اتصافها بوجوب غيري آخر جديد لفرض أنها بلحاظ تقيدها بالإيصال إلى الواجب النفسي متصفة به ولا معنى لترشح وجوب غيري جديد منه إليها لكي يلزم التسلسل مثلا الوضوء بلحاظ تقيده بالإيصال إلى الصلاة متصف بالوجوب الغيري المترشح من وجوبها إليه وذات الوضوء المقيدة بالإيصال إليها مباشرة لا يعقل أن تتصف بوجوب غيري آخر جديد لأنها نفس الوضوء الموصل وليست مقدمة أخرى غيره لأن التقيد بوجود ذي المقدمة أمر معنوي وذات القيد خارج عن متعلق الوجوب الغيري.
وبكلمة أن مركز الوجوب الغيري واحد وهو الموصل إلى الواجب النفسي وحينئذ فإن كانت مقدمته متعددة عرضا ترشح إلى كل منها وجوب غيري مستقل وإن كانت متعددة طولا ترشح وجوب غيري واحد إلى الجميع باعتبار إن الكل بمثابة مقدمة واحدة وإن كانت واحدة فهي وإن كانت مقيدة بالإيصال إلى الواجب النفسي إلا أن ذات المقيد تلحظ تقيدها بالإيصال إلى