ممنوعة، فإن غاية ما يقال في وجه وجوبه هو كونه غاية للنفر المستفاد وجوبه من لولا التحضيضية الظاهرة في الوجوب.
وفيه: أن قوله تعالى - قبل ذلك -: * (وما كان المؤمنون لينفروا كافة) * (1) منع عن النفر العمومي، أي لا يسوغ لهم النفر جميعا، وإبقاء رسول الله - صلى الله عليه وآله - وحده، كما هو منقول في تفسيرها (2) وبعد هذا المنع قال:
* (فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة) *، فتكون الآية بصدد المنع عن النفر العمومي، لا إيجاب نفر طائفة من المؤمنين.
فيصير محصل مفادها - والعلم عند الله -: أنه لا يسوغ للمؤمنين أن ينفروا جميعا، فينفرد رسول الله - صلى الله عليه وآله - فلم لا يكون نفرهم بطريق التفرقة، وبقاء طائفة، ونفر طائفة أخرى؟ فيتوجه الحث المستفاد من كلمة " لولا " التحضيضية إلى لزوم التجزنة وعدم النفر العمومي، لا إلى نفر طائفة للتفقه (3).