تفسير الرازي - الرازي - ج ٩ - الصفحة ٢٢٥
دين فيجب اخراجه بهذه الآية، وإنما قلنا إنه دين، لأن اللغة تدل عليه، والشرع أيضا يدل عليه، أما اللغة فهو أن الدين عبارة عن الأمر الموجب للانقياد، قيل في الدعوات المشهورة؛ يا من دانت له الرقاب، أي انقادت، وأما الشرع فلأنه روي أن الخثعمية لما سألت الرسول صلى الله عليه وسلم عن الحج الذي كان على أبيها، فقال عليه الصلاة والسلام: " أرأيت لو كان على أبيك دين فقضيته أكان يجزئ؟ فقالت نعم، فقال عليه الصلاة والسلام فدين الله أحق أن يقضي " إذا ثبت أنه دين وجب تقديمه على الميراث لقوله تعالى: * (من بعد وصية يوصى بها أو دين) * قال أبو بكر الرازي: المذكور في الآية الدين المطلق، والنبي صلى الله عليه وسلم سمى الحج دينا لله، والاسم المطلق لا يتناول المقيد.
قلنا: هذا في غاية الركاكة لأنه لما ثبت أن هذا دين، وثبت بحكم الآية أن الدين مقدم على الميراث لزم المقصود لا محالة، وحديث الاطلاق والتقييد كلام مهمل لا يقدح في هذا المطلوب والله أعلم.
المسألة الثالثة: اعلم أن قوله تعالى: * (غير مضار) * نصب على الحال، أي يوصى بها وهو غير مضار لورثته.
واعلم أن الضرار في الوصية يقع على وجوه: أحدها: أن يوصي بأكثر من الثلث. وثانيها: أن يقر بكل ماله أو ببعضه لأجنبي. وثالثها: أن يقر على نفسه بدين لا حقيقة له دفعا للميراث عن الورثة. ورابعها: أن يقر بأن الدين الذي كان له على غيره قد استوفاه ووصل إليه. وخامسها: أن يبيع شيئا بثمن بخمس أو يشتري شيئا بثمن غال، كل ذلك لغرض أن لا يصل المال إلى الورثة. وسادسها: أن يوصي بالثلث لا لوجه الله لكن لغرض تنقيص حقوق الورثة، فهذا هو وجه الاضرار في الوصية.
واعلم أن العلماء قالوا: الأولى أن يوصى بأقل من الثلث، قال علي: لأن أوصي بالخمس أحب إلى من الربع. ولأن أوصي بالربع أحب إلي من أن أوصي بالثلث. وقال النخعي: قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يوص، وقبض أبو بكر فوصى، فان أوصى الانسان فحسن، وإن لم يوص فحسن أيضا.
واعلم أن لأولى بالانسان أن ينظر في قدر ما يخلف ومن يخلف، ثم يجعل وصيته بحسب ذلك فان كان ماله قليلا وفي الورثة كثرة لم يوص، وإن كان في المال كثرة أوصى بحسب المال وبحسب حاجتهم بعده في القلة والكثرة والله أعلم.
المسألة الرابعة: روى عكرمة عن ابن عباس أنه قال: الاضرار في الوصية من الكبائر. واعلم أنه يدل على ذلك القرآن والسنة والمعقول، أما القرآن فقوله تعالى: * (تلك حدود الله ومن
(٢٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 220 221 222 223 224 225 226 227 228 229 230 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا الربا) الآية 2
2 قوله تعالى (واتقوا النار التي أعدت للكافرين) 3
3 قوله تعالى (وسارعوا إلى مغفرة من ربكم) 4
4 قوله تعالى (الذين ينفقون في السراء 6
5 قوله تعالى (والذين إذا فعلوا فاحشة) 8
6 قوله تعالى (ولم يصروا على ما فعلوا) 10
7 قوله تعالى (قد خلت من قبلكم سنن) 11
8 قوله تعالى (هذا بيان للناس) الآية 12
9 قوله تعالى (ولا تهنوا ولا تحزنوا) الآية 13
10 قوله تعالى (إن يمسسكم قرح) الآية 14
11 قوله تعالى (وتلك الأيام نداولها) الآية 15
12 قوله تعالى (أم حسبتم أن تدخلوا الجنة) 18
13 قوله تعالى (وما محمد إلا رسول) الآية 20
14 قوله تعالى (وما كان لنفس أن تموت إلا باذن الله) الآية 22
15 قوله تعالى (وكأين من نبي قاتل معه ربيون) 25
16 قوله تعالى (وما كان قولهم إلا أن قالوا) 27
17 قوله تعالى (فآتاهم الله ثواب الدنيا) الآية 28
18 قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا الذين كفروا) الآية 30
19 قوله تعالى (سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب) الآية 31
20 قوله تعالى (ولقد صدقكم الله وعده) 33
21 قوله تعالى (ثم صرفكم عنهم ليبتليكم) 37
22 قوله تعالى (إذ تصعدون ولا تلوون) 39
23 قوله تعالى (فأثابكم غما بغم) الآية 40
24 قوله تعالى (لكيلا تحزنوا) الآية 42
25 قوله تعالى (ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة نعاسا) الآية 43
26 قوله تعالى (وطائفة قد أهمتهم أنفسهم) 46
27 قوله تعالى (يخفون في أنفسهم ما لا يبدون لك) الآية 48
28 قوله تعالى (إن الذين تولوا منكم) الآية 50
29 قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين كفروا) الآية 52
30 قوله تعالى (ليجعل الله ذلك حسرة في قلوبهم) الآية 55
31 قوله تعالى (ولئن قتلتم في سبيل الله) 57
32 قوله تعالى (ولئن متم أو قتلتم) الآية 59
33 قوله تعالى (فبما رحمة من الله لنت لهم) 60
34 قوله تعالى (فاعف عنهم واستغفر لهم) 64
35 قوله تعالى (فإذا عزمت فتوكل على الله) 67
36 قوله تعالى (إن ينصركم الله فلا غالب لكم) 68
37 قوله تعالى (وما كان لنبي أن يغل) الآية 69
38 قوله تعالى (أفمن اتبع رضوان الله) الآية 74
39 قوله تعالى (هم درجات عند الله) الآية 75
40 قوله تعالى (لقد من الله على المؤمنين) 77
41 قوله تعالى (أو لما أصابتكم مصيبة) الآية 81
42 قوله تعالى (وما أصابكم يوم التقى الجمعان) 83
43 قوله تعالى (قالوا لو نعلم قتالا لاتبعناكم) 84
44 قوله تعالى (الذين قالوا لإخوانهم) الآية 87
45 قوله تعالى (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا) الآية 88
46 قوله تعالى (يرزقون فرحين بما آتاهم) 94
47 قوله تعالى (ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم) الآية 95
48 قوله تعالى (يستبشرون بنعمة من الله) 96
49 قوله تعالى (الذين استجابوا لله) الآية 97
50 قوله تعالى (الذين قال لهم الناس) الآية 98
51 قوله تعالى (فانقبلوا بنعمة من الله) الآية 101
52 قوله تعالى (إنما ذلكم الشيطان) الآية 102
53 قوله تعالى (ولا يحزنك الذين يسارعون في الكفر) الآية 103
54 قوله تعالى (إن الذين اشتروا الكفر بالايمان) الآية 105
55 قوله تعالى (ولا يحسبن الذين كفروا) 106
56 قوله تعالى (ما كان الله ليذر المؤمنين) 110
57 قوله تعالى (فآمنوا بالله ورسله) 111
58 قوله تعالى (ولا يحسبن الذين يبخلون) 112
59 قوله تعالى (سيطوقون ما بخلوا به) الآية 114
60 قوله تعالى (لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء) الآية 116
61 قوله تعالى (ونقول ذوقوا عذاب الحريق) 119
62 قوله تعالى (الذين قالوا إن الله عهد إلينا) 120
63 قوله تعالى (فإن كذبوك فقد كذب رسل من قبلك) الآية 123
64 قوله تعالى (كل نفس ذائقة الموت) الآية 124
65 قوله تعالى (وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور) 126
66 قوله تعالى (لتبلون في أموالكم وأنفسكم) 127
67 قوله تعالى (وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور) 128
68 قوله تعالى (وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب) الآية 129
69 قوله تعالى (لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا) الآية 131
70 قوله تعالى (إن في خلق السماوات والأرض) الآية 133
71 قوله تعالى (الذين يذكرون الله قياما) 135
72 قوله تعالى (ربنا ما خلقت هذا باطلا) 138
73 قوله تعالى (ربنا إنك من تدخل النار) 141
74 قوله تعالى (ربنا إننا سمعنا مناديا ينادي) 144
75 قوله تعالى (ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك) الآية 147
76 قوله تعالى (فاستجاب لهم ربهم) الآية 149
77 قوله تعالى (فالذين هاجروا وأخرجوا من ديارهم) الآية 151
78 قوله تعالى (لا يغرنك تقلب الذين كفروا) 152
79 قوله تعالى (لكن الذين اتقوا ربهم) 153
80 قوله تعالى (وإن من أهل الكتاب) 154
81 قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا اصبروا) 155
82 سورة النساء 157
83 قوله تعالى (يا أيها الناس اتقوا ربكم) 157
84 قوله تعالى (وخلق منها زوجها) الآية 160
85 قوله تعالى (واتقوا الله الذي تساءلون به) 163
86 قوله تعالى (وآتوا اليتامى أموالهم) 166
87 قوله تعالى (وإن خفتم ألا تقسطوا) الآية 170
88 قوله تعالى (ذلك أدنى ألا تعولوا) الآية 176
89 قوله تعالى (وآتوا النساء صدقاتهن نحلة) 179
90 قوله تعالى (فان طبن لكم عن شئ) الآية 181
91 قوله تعالى (ولا تؤتوا السفهاء أموالكم) 183
92 قوله تعالى (وارزقوهم فيها واكسوهم) 186
93 قوله تعالى (وابتلوا اليتامى) الآية 187
94 قوله تعالى (ولا تأكلوها إسرافا) الآية 190
95 قوله تعالى (فإذا دفعتم إليهم أموالهم) 192
96 قوله تعالى (للرجال نصيب) 194
97 قوله تعالى (وإذا حضر القسمة) الآية 196
98 قوله تعالى (فارزقوهم منه) 197
99 قوله تعالى (وليخش الذين لو تركوا) 198
100 قوله تعالى (إن الذين يأكلون أموال اليتامى) الآية 200
101 قوله تعالى (وسيصلون سعيرا) 202
102 قوله تعالى (يوصيكم الله في أولادكم) 203
103 قوله تعالى (وإن كانت واحدة فلها النصف) 211
104 قوله تعالى (ولأبويه لكل واحد منهما السدس) 211
105 قوله تعالى (فإن لم يكن له ولد وورثه أبواه) الآية 212
106 قوله تعالى (فإن كان له إخوة) 213
107 قوله تعالى (من بعد وصية) 216
108 قوله تعالى (آباؤكم وأبناؤكم لا تدرون) 217
109 قوله تعالى (فريضة من الله) الآية 218
110 قوله تعالى (ولكم نصف ما ترك أزواجكم) 219
111 قوله تعالى (وإن كان رجل يورث كلالة) 221
112 قوله تعالى (وله أخ أو أخت) الآية 223
113 قوله تعالى (تلك حدود الله) الآية 226
114 قوله تعالى (ومن يعص الله ورسوله) 228
115 قوله تعالى (واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم) الآية 229
116 قوله تعالى (واللذان يأتيانها منكم) الآية 234
117 قوله تعالى (إن الله كان توابا رحيما) 236