فلما كان كون العبد موجدا له يفضي إلى هذا المحال، وجب أن لا يكون العبد موجدا له والله أعلم.
* (ومآ أصابكم يوم التقى الجمعان فبإذن الله وليعلم المؤمنين * وليعلم الذين نافقوا وقيل لهم تعالوا قاتلوا فى سبيل الله أو ادفعوا قالوا لو نعلم قتالا لاتبعناكم هم للكفر يومئذ أقرب منهم للإيمان يقولون بأفواههم ما ليس فى قلوبهم والله أعلم بما يكتمون) *.
اعلم أن هذا متعلق بما تقدم من قوله: * (أو لما أصابتكم مصيبة) * (آل عمران: 165) فذكر في هذه الآية الأولى أنها أصابتهم بذنبهم ومن عند أنفسهم، وذكر في هذه الآية أنها أصابتهم لوجه آخر، وهو أن يتميز المؤمن عن المنافق، وفي الآية مسائل:
المسألة الأولى: قوله: * (يوم التقى الجمعان) * (الفرقان: 41) المراد يوم أحد، والجمعان: أحدهما جمع المسلمين أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، والثاني: جمع المشركين الذين كانوا مع أبي سفيان.
المسألة الثانية: في قوله: * (فبإذن الله) * وجوه: الأول: أن اذن الله عبارة عن التخلية وترك المدافعة، استعار الاذن لتخلية الكفار فإنه لم يمنعهم منهم ليبتليهم، لأن الاذن في الشيء لا يدفع المأذون عن مراده، فلما كان ترك المدافعة من لوازم الاذن أطلق لفظ الاذن على ترك المدافعة على سبيل المجاز.
الوجه الثاني: فبإذن الله: أي بعلمه كقوله: * (وأذان من الله) * (التوبة: 3) أي إعلام، وكقوله: * (آذناك ما منا من شهيد) * (فصلت: 47) وقوله: * (فأذنوا بحرب من الله) * (البقرة: 279) وكل ذلك بمعنى العلم. طعن الواحدي فيه فقال: الآية تسلية للمؤمنين مما أصابهم ولا تقع التسلية إلا إذا كان واقعا بعلمه، لأن علمه عام في جميع المعلومات بدليل قوله تعالى: * (وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه) * (فاطر: 11).
الوجه الثالث: أن المراد من الاذن الأمر، بدليل قوله: * (ثم صرفكم عنهم ليبتليكم) * (آل عمران: 152) والمعنى أنه