أسماء الله تعالى معني. لأن السلام وإن كان اسما من أسماء الله فليس هو الذي يراد بالقول سلام عليكم وعلى زيد السلام. وإنما يراد به التحية في مثل هذا الكلام واسمها هو هي.
ويدل على ذلك أيضا ويوضحه قول سيبويه في كتابه: والأفعال أمثلة أخذت من لفظ أحداث الأسماء.
يريد بذلك قولهم ضرب ويضرب وضارب المأخوذ من الأحداث الماضية وأحداث الحال والأحداث المستقبلة والأحداث هي الأفعال. فقد نص أن الأحداث للأسماء في قوله أخذت من لفظ أحداث الأسماء فكيف يجوز أن تكون الأسماء هي الأقاويل والأحداث لا يجوز أن تكون للأقاويل وإنما هي أحداث لمن يصح أن يفعلها وتتعلق به إما على سبيل وجودها بذاته أو فعله لها والقول يستحيل فيه الأمران جميعا.
فإن قالوا: إنما أراد بقوله أحداث الأسماء: أحداث أصحاب الأسماء وأحداث من له الأسماء.
قيل لهم: إنما يجب صرف الكلام عن ظاهره إذا كانت دلائل العقل والسمع تمنع من استعماله على ما ورد به. ولا شيء يمنع من أن يكون سيبويه قد اعتقد أن الاسم هو نفس الشخص الذي يقع منه الأحداث على ما قاله غيره من أهل اللغة. وقد يمكن أن يقال إن سيبويه إنما عنى بقوله