أخذت من لفظ أحداث الأسماء أنها أخذت من لفظ أحداث المصادر التي هي الضرب والقتل على ما ذهب إليه البصريون من أهل العربية من أن الفعل مشتق من المصدر. غير أن هذا وإن كان ممكنا فالظاهر من قوله أحداث الأسماء أنها أحداث الأشخاص لأنه لا يحسن أن يقال في الأحداث إنها أحداث المصادر.
ومما يدل على أن الاسم قد يكون هو المسمى قول الله تعالى: «ما تعبدون من دونه إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان». فأخبر أنهم يعبدون أسماء. وهم إنما عبدوا الأشخاص دون الكلام والقول الذي هو التسمية. فدل ذلك على أن الاسم الذي ذكره هو نفس المسمى.
فإن قالوا: إنما عني ما تعبدون إلا أصحاب الأسماء ومن له أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم.
كان الجواب عنه كالجواب عن تأويلهم لإطلاق سيبويه لذلك. ولا حجة لهم فيه تمنع من استعمال الكلام على ظاهره بل الحجج توجب ذلك وتقتضيه فسقط تأويلهم.
ويدل على ذلك أيضا قول الله سبحانه «ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه» أي مما لم يذكر الله عليه. كذلك قوله: «سبح اسم ربك الأعلى» أي سبح ربك الأعلى ولا حاجة بنا إلى حمل ذلك على أنه أريد به سبح باسم ربك لأنه قد يجوز أن يسبح