الطعام كثيرا يوم أولم في قصة كذا وكذا وفي بقعة كذا وكذا وكذا كل شيء من ذلك إلى مشهد قد حضره السامعون لنقلهم ومشهد قد شهدوه فلم ينكروا ذلك ولا أحد منهم عليه ولا ردوا نقلهم ولا ظهر منهم تهمة للنقلة ولا شك في أمرهم لا عند سماعهم وطرقه لأسماعهم ولا بعد ذلك.
وقد علم بمستقر العادة إمساك العدد الكثير والجم الغفير عن إنكار كذب يدعي عليهم ويضاف إلى سماعهم ومشاهدتهم وعلمهم مع ما هم عليه من نزاهة الأنفس وكبر الهمم وعظم الخطر وجلالة القدر والتدين بتحريم الكذب والنفور عنه والذم له والتبجح بالصدق وشدة تمسكهم به فلو كانوا عالمين بكذب ما ادعاه النقلة عليهم لسارع جميعهم أو الجمهور منهم وقت سماع الكذب عليهم وإضافة ما لا أصل له إليهم وبعد ذلك الوقت إلى إنكاره وتبكيت ناقليه وتكذيبه وذمه وإعلام الناس كذبه كما أنه لو ادعى في وقتنا هذا مدع أن من أعلام محمد صلى الله عليه وسلم قلب العصا حية وفلق البحر وإبراء الأكمه والأبرص وغير ذلك من الآيات التي ليست له لم يلبث أن نسارع إلى تكذيبه ورد قوله وإعلام الناس بطلان ما أتى به ولقلنا له أو أكثرنا لسنا محتاجين في إثبات نبوة نبينا صلى الله عليه وسلم إلى وضع هذا الكذب الذي لا أصل له.
وكذلك لو ادعى مدع بحضرة كافة أهل بغداد أو الجانب الشرقي منها