ويسئ الثناء عليه وخاف نزول القتل به إن لم يفعل كلمة الكفر وشتم رب العالمين ورجاء البقاء والحياة إن فعله ما الذي يجب عليه؟ فإن قالوا يجب عليه فعل شتم رب العالمين وسوء الثناء عليه يقال لهم فقد صار المحظور في العقل مباحا وكذلك إن قالوا يلزمه ألا يكفر وإن أدى ذلك إلى تلف نفسه قيل لهم فقد صار قتل نفسه وإلقاؤها في التهلكة مباحا بعد أن كان محظورا وهذا ما كرهتم المصير إليه ويقال لهم إن قالوا فعل كلمة الكفر أولى فما أنكرتم أن يكون الكف عن ذلك مع القتل أولى لأنه يكف عن شتم ربه وليس هو القاتل لنفسه؟.
فإن قالوا: فالكف عما قلتم أولى قيل لهم: ما أنكرتم أن يكون إظهار كلمة الكفر أولى إذا لم يشرح بالكفر صدرا لحفظ نفسه وعلمه بأن الله سبحانه عالم باعتقاده وأنه مخلص في وحدانيته وأنه لا يستضر سبحانه بإظهار ما يظهره وأنه هو يستضر بترك إظهاره ويطرق إلى قتل نفسه وتعدي الحق في إتلاف ملك ربه وفعل المحظور عليه فعله ولا جواب لهم عن ذلك. فإن هم قالوا إن إلقاء النفس في التهلكة محظور في العقل إذا لم يؤد إلى الكفر بصانعها وجحد نعمه وإن أدى إلى ذلك كان مباحا أو قالوا إن الكفر بالصانع محظور في العقل إذا لم يؤد إلى تلف النفس فإن أدى إليه كان مباحا من غير أن ينقلب المباح في العقل محظورا قيل لهم وكذلك إتلاف الحيوان وإيلامه