وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
حدثنا بشر بن معاذ، قال: ثنا يزيد بن زريع، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: * (وإذا جاءهم أمر من الامن أو الخوف أذاعوا به) * يقول: سارعوا به وأفشوه.
حدثنا محمد بن الحسين، قال: ثنا أحمد بن مفضل، قال: ثنا أسباط، عن السدي: * (وإذا جاءهم أمر من الامن أو الخوف أذاعوا به) * يقول: إذا جاءهم أمر أنهم قد أمنوا من عدوهم، أو أنهم خائفون منهم، أذاعوا بالحديث حتى يبلغ عدوهم أمرهم.
حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله: * (وإذا جاءهم أمر من الامن أو الخوف أذاعوا به) * يقول:
أفشوه وشنعوا به.
حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج: * (وإذا جاءهم أمر من الامن أو الخوف أذاعوا به) * قال: هذا في الاخبار إذا غزت سرية من المسلمين خبر الناس عنها، فقالوا: أصاب المسلمون من عدوهم كذا وكذا، وأصاب العدو من المسلمين كذا وكذا. فأفشوه بينهم من غير أن يكون النبي (ص) هو الذي يخبرهم به. قال ابن جريج: قال ابن عباس: قوله * (أذاعوا به) * قال: أعلنوه وأفشوه.
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد في قوله: * (أذاعوا به) * قال: نشروه. قال: والذين أذاعوا به قوم، إما منافقون، وإما آخرون ضعفاء.
حدثت عن الحسين بن الفرج، قال: سمعت أبا معاذ يقول: أفشوه وشنعوا به، وهم أهل النفاق.
القول في تأويل قوله تعالى: * (ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم) *.
يعني جل ثناؤه بقوله: ولو ردوه: الامر الذي نالهم من عدوهم والمسلمين إلى رسول الله (ص)، وإلى أولي أمرهم، يعني: وإلى أمرائهم، وسكتوا فلم يذيعوا ما جاءهم