جعفر قالا: ثنا أبو جعفر، عن الربيع، عن أبي العالية، في قوله: * (وإن تصبهم حسنة يقولوا هذه من عند الله وإن تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك) * قال: هذه في السراء والضراء.
حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن أبي جعفر، عن الربيع، عن أبي العالية مثله.
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد في قوله: * (وإن تصبهم حسنة يقولوا هذه من عند الله وإن تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك) * فقرأ حتى بلغ: * (وأرسلناك للناس رسولا) * قال: إن هذه الآيات نزلت في شأن الحرب. فقرأ:
* (يا أيها الذين آمنوا خذوا حذركم فانفروا ثبات أو انفروا جميعا) * فقرأ حتى بلغ: * (وإن تصبهم سيئة يقولوا هذه) * من عند محمد عليه الصلاة والسلام، أساء التدبير وأساء النظر، ما أحسن التدبير ولا النظر.
القول في تأويل قوله تعالى: * (قل كل من عند الله) *.
يعني جل ثناؤه بقوله: * (قل كل من عند الله) * قل يا محمد لهؤلاء القائلين إذا أصابتهم حسنة هذه من عند الله، وإذا أصابتهم سيئة هذه من عندك: كل ذلك من عند الله دوني ودون غيري، من عنده الرخاء والشدة، ومنه النصر والظفر، ومن عنده القتل والهزيمة. كما:
حدثني المثنى، قال: ثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن قتادة: * (قل كل من عند الله) * النعم والمصائب.
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: * (قل كل من عند الله) * النصر والهزيمة.
حدثني المثنى، قال: ثنا عبد الله بن صالح، قال: ثني معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس، قوله: * (قل كل من عند الله فمال هؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثا) * يقول: الحسنة والسيئة من عند الله، أما الحسنة فأنعم بها عليك، وأما السيئة فابتلاك بها.
القول في تأويل قوله تعالى: * (فمال هؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثا) *.