وأما قوله: * (واليتامى) * فإنهم جمع يتيم، وهو الطفل الذي قد مات والده وهلك.
* (والمساكين) * وهو جمع مسكين، وهو الذي قد ركبه ذل الفاقة والحاجة، فتمسكن لذلك. يقول تعالى ذكره: استوصوا بهؤلاء إحسانا إليهم، وتعطفوا عليهم، والزموا وصيتي في الاحسان إليهم.
القول في تأويل قوله تعالى: * (والجار ذي القربى) *.
اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك، فقال بعضهم: معنى ذلك والجار ذي القرابة والرحم منك. ذكر من قال ذلك:
حدثني المثنى، قال: ثنا عبد الله بن صالح، قال: ثني معاوية، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس، قوله: * (والجار ذي القربى) * يعني: الذي بينك وبينه قرابة.
حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس: * (والجار ذي القربى) * يعني: ذا الرحم.
حدثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة وابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: * (والجار ذي القربى) * قال: جارك هو ذو قرابتك.
حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا أبي، عن إسرائيل، عن جابر، عن عكرمة ومجاهد في قوله: * (والجار ذي القربى) * قالا: القرابة.
حدثني المثنى، قال: ثنا عمرو بن عون، قال: ثنا هشيم، عن جويبر، عن الضحاك، في قوله: * (والجار ذي القربى) * قال: جارك الذي بينك وبينه قرابة.
حدثني المثنى، قال: ثنا أبو حذيفة، قال: ثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: * (والجار ذي القربى) * جارك ذو القرابة.
حدثنا بشر بن معاذ، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة: * (والجار ذي القربة) * إذا كان له جار له رحم، فله حقان اثنان: حق القرابة، وحق الجار.
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله:
* (والجار ذي القربى) * قال: الجار ذو القربى: ذو قرابتك.