الله من فضله) * اسم محمد (ص). أو * (يبخلون ويأمرون الناس بالبخل) *: يبخلون باسم محمد (ص)، ويأمر بعضهم بعضا بكتمانه.
حدثنا محمد بن مسلم الرازي، قال: ثني أبو جعفر الرازي، قال: ثنا يحيى، عن عارم، عن أشعث، عن جعفر، عن سعيد بن جبير، في قوله: * (الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل) * قال: هذا للعلم، ليس للدنيا منه شئ.
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب قال: قال ابن زيد في قوله: * (الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل) * قال: هؤلاء يهود، وقرأ: * (ويكتمون ما آتاهم الله من فضله) * قال: يبخلون بما آتاهم الله من الرزق، ويكتمون ما آتاهم الله من الكتب، إذا سئلوا عن الشئ وما أنزل الله كتموه. وقرأ: * (أم لهم نصيب من الملك فإذا لا يؤتون الناس نقيرا) * من بخلهم.
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلمة، عن ابن إسحاق، عن محمد بن أبي محمد، عن عكرمة أو عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: كان كردم بن زيد حليف كعب بن الأشرف، وأسامة بن حبيب، ونافع بن أبي نافع، وبحري بن عمرو، وحي بن أخطب، ورفاعة بن زيد بن التابوت، يأتون رجالا من الأنصار، وكانوا يخالطونهم، يتنصحون لهم من أصحاب رسول الله (ص)، فيقولون لهم: لا تنفقوا أموالكم فإنا نخشى عليكم الفقر في ذهابها، ولا تسارعوا في النفقة فإنكم لا تدرون ما يكون! فأنزل الله فيهم: * (الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل ويكتمون ما آتاهم الله من فضله) *: أي من النبوة التي فيها تصديق ما جاء به محمد (ص)، * (وأعتدنا للكافرين عذابا مهينا) *... إلى قوله: * (وكان الله بهم عليما) *.
فتأويل الآية على التأويل الأول: والله لا يحب ذوي الخيلاء والفخر الذين يبخلون بتبيين ما أمرهم الله بتبيينه للناس من اسم محمد (ص) ونعته وصفته التي أنزلها في كتبه على أنبيائه، وهم به عالمون، ويأمرون الناس الذين يعلمون ذلك، مثل علمهم بكتمان ما أمرهم الله بتبيينه له، ويكتمون ما آتاهم الله من علم ذلك ومعرفته من حرم الله عليه كتمانه إياه.