قال: سمعت جابر بن عبد الله، يقول: إن اليهود كانوا يقولون: إذا أتى الرجل امرأته باركة جاء الولد أحول، فنزلت نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم.
3477 - حدثني محمد بن أحمد بن عبد الله الطوسي، قال: ثنا الحسن بن موسى، قال: ثنا يعقوب القمي، عن جعفر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: جاء عمر إلى النبي (ص) فقال: يا رسول الله هلكت قال: وما الذي أهلكك؟ قال حولت رحلي الليلة. قال: فلم يرد عليه شيئا، قال: فأوحى الله إلى رسول الله (ص) هذه الآية: نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم أقبل وأدبر، واتق الدبر والحيضة.
3478 - حدثنا زكريا بن يحيى المصري، قال: ثنا أبو صالح الحراني، قال: ثنا ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب أن عامر بن يحيى أخبره عن حنش الصنعاني، عن ابن عباس: أن ناسا من حمير أتوا إلى رسول الله (ص) يسألونه عن أشياء، فقال رجل منهم:
يا رسول الله إني رجل أحب النساء، فكيف ترى في ذلك؟ فأنزل الله تعالى ذكره في سورة البقرة بيان ما سألوا عنه، وأنزل فيما سأل عنه الرجل: نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم فقال والصواب من رسول الله (ص): ائتها مقبلة ومدبرة إذا كان ذلك في الفرج القول في ذلك عندنا قول من قال: معنى قوله أنى شئتم من أي وجه شئتم، وذلك أن أنى في كلام العرب كلمة تدل إذا ابتدئ بها في الكلام على المسألة عن الوجوه والمذاهب، فكأن القائل إذا قال لرجل: أنى لك هذا المال؟ يريد من أي الوجوه لك، ولذلك يجيب المجيب فيه بأن يقول: من كذا وكذا، كما قال تعالى ذكره مخبرا عن زكريا في مسألته مريم: أنى لك هذا قالت هو من عند الله وهي مقاربة أين وكيف في المعنى، ولذلك تداخلت معانيها، فأشكلت أنى على سامعها ومتأولها حتى تأولها بعضهم بمعنى أين، وبعضهم بمعنى كيف، وآخرون بمعنى متى، وهي مخالفة جميع ذلك في معناها وهن لها مخالفات. وذلك أن أين إنما هي حرف استفهام عن الأماكن