كذلك وتصويبها إياها، وشذوذ من خالف ذلك إلى غيره. وما جاء به النقل مستفيضا فحجة، وما انفرد به من كان جائزا عليه السهو والخطأ فغير جائز الاعتراض به على الحجة.
القول في تأويل قوله تعالى: فاستبقوا الخيرات.
يعني تعالى ذكره بقوله: فاستبقوا فبادروا وسارعوا، من الاستباق، وهو المبادرة والاسراع. كما:
1894 - حدثني المثنى قال: ثنا إسحاق، قال: ثنا ابن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع قوله: فاستبقوا الخيرات يعني فسارعوا في الخيرات. وإنما يعني بقوله:
فاستبقوا الخيرات أي قد بينت لكم أيها المؤمنون الحق وهديتكم للقبلة التي ضلت عنها اليهود والنصارى وسائر أهل الملل غيركم، فبادروا بالاعمال الصالحة شكرا لربكم، وتزودوا في دنياكم لأخراكم، فإني قد بينت لكم سبيل النجاة فلا عذر لكم في التفريط، وحافظوا على قبلتكم، ولا تضيعوها كما ضيعها الأمم قبلكم فتضلوا كما ضلت كالذي:
1895 - حدثنا بشر بن معاذ، قال: ثنا يزيد بن زريع، قال: ثنا سعيد، عن قتادة:
فاستبقوا الخيرات يقول: لا تغلبن على قبلتكم.
1896 - حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد في قوله:
فاستبقوا الخيرات قال: الأعمال الصالحة.
القول في تأويل قوله تعالى: أينما تكونوا يأت بكم الله جميعا إن الله على كل شئ قدير.
ومعنى قوله: أينما تكونوا يأت بكم الله جميعا في أي مكان وبقعة تهلكون فيه يأت بكم الله جميعا يوم القيامة، إن الله على كل شئ قدير. كما:
1897 - حدثت عن عمار بن الحسن، قال: ثنا ابن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع:
أينما تكونوا يأت بكم الله جميعا يقول: أينما تكونوا يأت بكم الله جميعا يوم القيامة.
1898 - حدثنا موسى، قال: ثنا عمرو بن حماد، قال: ثنا أسباط، عن السدي:
أينما تكونوا يأت بكم الله جميعا يعني يوم القيامة. وإنما حض الله عز وجل المؤمنين بهذه الآية على طاعته والتزود في الدنيا للآخرة، فقال جل ثناؤه لهم: استبقوا أيها المؤمنون إلى العمل بطاعة ربكم، ولزوم ما هداكم له من قبلة إبراهيم خليله وشرائع دينه، فإن الله تعالى ذكره يأتي بكم وبمن خالف قبلتكم ودينكم وشريعتكم جميعا يوم القيامة من حيث