الحرام، وهو شطره. يعني بقوله: * (وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم) * وأينما كنتم أيها المؤمنون من ارض الله فولوا وجوهكم في صلاتكم تجاهه وقبله. قصده.
القول في تأويل قوله تعالى: * (لئلا يكون للناس عليكم حجة إلا الذين ظلموا منهم فلا تخشوهم واخشوني) * فقال جماعة من أهل التأويل: عنى الله تعالى بالناس في قوله: * (لئلا يكون للناس) * أهل الكتاب. ذكر من قال ذلك:
1899 - حدثنا بشر بن معاذ، قال: ثنا يزيد بن زريع، قال ثنا سعيد، عن قتادة قوله: * (لئلا يكون للناس عليكم حجة) * يعني بذلك أهل الكتاب، قالوا حين صرف نبي الله صلى الله عليه وسلم إلى الكعبة البيت الحرام: اشتاق الرجل إلى بيت أبيه ودين قومه.
1900 - حدثني المثنى، قال: ثنا إسحاق، قال: ثنا ابن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع في قوله: * (لئلا يكون للناس عليكم حجة) * يعني بذلك أهل الكتاب، قالوا حين صرف نبي الله صلى الله عليه وسلم إلى الكعبة اشتاق الرجل إلى بيت أبيه ودين قومه.
فان قال قائل: فأية حجة كانت لأهل الكتاب بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه نحو بيت المقدس على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه؟ قيل: قد ذكرنا فيما مضى ما روي في ذلك، قيل إنهم كانوا يقولون: ما درى محمد وأصحابه أين قبلتهم حتى هديناهم نحن، وقولهم:
يخالفنا محمد في ديننا ويتبع قبلتنا! فهي الحجة التي كانوا يحتجون بها على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه على وجه الخصومة منهم لهم، والتمويه منهم بها على الجهال وأهل العناد من المشركين. وقد بينا فيما مضى أن معنى حجاج القوم إياه الذي ذكره الله تعالى ذكره في كتابه انما هي الخصومات والجدل، فقطع الله جل ثناؤه ذلك من حجتهم وحسمه بتحويل قبلة نبيه صلى الله عليه وسلم والمؤمنين به من قبلة اليهود إلى قبلة خليله إبراهيم عليه السلام، وذلك هو معنى قول الله جل ثناؤه: * (لئلا يكون للناس عليكم حجة) * يعني بالناس: الذين كانوا يحتجون عليهم بما وصفت.
وأما قوله: * (إلا الذين ظلموا منهم) * فإنهم مشركو العرب من قريش فيما تأوله أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
1901 - حدثني محمد بن عمرو، قال ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: * (إلا الذين ظلموا منهم) * قوم محمد صلى الله عليه وسلم.