وقد بينت فيما مضى أن (شهر) مرفوع على قوله: (أياما معدودات)، هن شهر رمضان، وجائز أن يكون رفعه بمعنى ذلك شهر رمضان، وبمعنى كتب عليكم شهر رمضان.
وقد قرأه بعض القراء: (شهر رمضان) نصبا، بمعنى: كتب عليكم الصيام أن تصوموا شهر رمضان. وقرأه بعضهم نصبا بمعنى أن تصوموا شهر رمضان خير لكم إن كنتم تعملون. وقد يجوز أيضا نصبه على وجه الامر بصومه كأنه قيل: شهر رمضان فصوموه، وجائز نصبه على الوقت كأنه قيل: كتب عليكم الصيام في شهر رمضان.
وأما قوله: (الذي أنزل فيه القرآن) فإنه ذكر أنه نزل في ليلة القدر من اللوح المحفوظ إلى سماء الدنيا في ليلة القدر من شهر رمضان، ثم أنزل إلى محمد صلى الله عليه وسلم على ما أراد الله إنزاله إليه. كما:
2305 - حدثنا أبو كريب، قال: ثنا أبو بكر بن عياش، عن الأعمش، عن حسان بن أبي الأشرس، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: أنزل القرآن جملة من الذكر في ليلة أربع وعشرين من رمضان، فجعل في بيت العزة. قال أبو كريب:
حدثنا أبو بكر، وقال ذلك السدي.
2306 - حدثني عيسى بن عثمان، قال: ثنا يحيى بن (1) عيسى، عن الأعمش ، عن حسان، عن سعيد بن جبير، قال: نزل القرآن جملة واحدة في ليلة القدر في شهر رمضان، فجعل في سماء الدنيا.
2307 - حدثنا أحمد بن منصور، قال: ثنا عبد الله بن رجأ، قال: ثنا عمران القطان، عن قتادة، عن ابن أبي المليح عن واثلة، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال: (نزلت صحف إبراهيم أول ليلة من شهر رمضان، وأنزلت التوراة لست مضين من رمضان، وأنزل الإنجيل لثلاث عشرة خلت، وأنزل القرآن لأربع وعشرين من رمضان) (2).
2308 - حدثني موسى، قال: ثنا عمرو، قال: ثنا أسباط، عن السدي (شهر