ثم يقول تعالى: ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية.
إن حملة العرش بالرغم من أنهم لم يشخصوا بصورة صريحة في هذه الآية وهل هم من الملائكة أم من جنس آخر؟ إلا أن ظاهر تعبير الآية الكريمة أنهم من الملائكة، ومن غير المعلوم أن المقصود ب (ثمانية) هل هم ثمانية ملائكة؟ أم ثمانية مجاميع من الملائكة؟ سواء كانت هذه المجاميع صغيرة أو كبيرة.
جاء في الروايات الإسلامية أن حملة العرش في عالم الدنيا أربعة أشخاص أو أربع (مجاميع) إلا أنهم في يوم القيامة يكونون ضعف ذلك، كما نقرأ ذلك في حديث عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: (إنهم اليوم أربعة، فإذا كان يوم القيامة أيدهم الله بأربعة آخرين فيكونون ثمانية) (1).
أما ما يتعلق بحقيقة العرش، وماهية الملائكة، فذلك كما يلي:
المقصود ب (العرش) كما هو واضح ليس تختا مما يكون للسلاطين، ولكنه - كما بينا سابقا في تفسير كلمة (العرش) - بأنها تعني (مجموعة عالم الوجود) حيث أنه عرش حكومة الله سبحانه، ويدبر حكومته تعالى من خلاله بواسطة الملائكة الذين هم جاهزون لتنفيذ أمره سبحانه.
وجاء في رواية أخرى أن حملة العرش في يوم القيامة أربعة من الأولين، وأربعة من الآخرين، والأشخاص الأولون الأربعة هم: (نوح) و (إبراهيم)، و (موسى)، و (عيسى)، أما الأشخاص الآخرون الأربعة فهم (محمد) و (علي) و (الحسن)، و (الحسين) (2).
وهذا الحديث من الممكن أن يكون إشارة إلى مقام شفاعتهم للأولين والآخرين، والشفاعة - عادة - تكون لمن هم أهل لها، وممن لهم لياقة لنيلها، ومع ذلك فإنه يوضح المفهوم الواسع للعرش.