ثم تستعرض الآيات الكريمة اللاحقة مصير الأقوام الذين أنكروا يوم القيامة، وكذلك نزول العذاب الإلهي في الدنيا، حيث يضيف تعالى: كذبت ثمود وعاد بالقارعة فأما ثمود فأهلكوا بالطاغية.
لقد كان (قوم ثمود) يسكنون في منطقة جبلية بين الحجاز والشام، فبعث الله النبي صالح (عليه السلام) إليهم، ودعاهم إلى الإيمان بالله... إلا أنهم لم يستجيبوا له، بل حاربوه وتحدوه في إنزال العذاب الذي أوعدهم به إن كان صادقا، وفي هذه الحالة من التمرد الذي هم عليه، سلط الله عليهم (صاعقة مدمرة) أنهت كل وجودهم في لحظات، فخربت بيوتهم وقصورهم المحكمة، وتهاوت أجسادهم على الأرض.
والنقطة الجديرة بالملاحظة هنا هي أن القرآن الكريم يعبر عن عقاب هؤلاء الأقوام المتمردين ب (العذاب الشديد)، وقد كان العذاب الشديد بصور متعددة حيث عبر عنه ب (الطاغية) كما جاء في الآية مورد البحث واخرى بال (رجفة) كما جاء في سورة الأعراف الآية (78) وثالثة كان بصورة (صاعقة) كما ورد في سورة فصلت الآية (13)، ورابعة كان على شكل (صيحة) كما جاء في سورة هود الآية (67).
وفي الحقيقة فإن جميع هذه التعابير ترجع إلى معنى واحد، لأن الصاعقة دائما تكون مقرونة: بصوت عظيم، ورجفة على النقطة التي تقع فيها، وعذاب طاغ عظيم.
ثم تتطرق الآية اللاحقة لتحدثنا عن مصير (قوم عاد) الذين كانوا يسكنون في أرض الأحقاف الواقعة (في شبه جزيرة العرب أو اليمن) وكانوا ذوي قامات طويلة، وأجساد قوية، ومدن عامرة، وأراض خضراء خصبة، وحدائق نضرة..
وكان نبيهم (هود) (عليه السلام) يدعوهم إلى الهدى والإيمان بالله... إلا أنهم أصروا على كفرهم وتمادوا في طغيانهم وتمردوا على الحق، فانتقم الله منهم شر انتقام،