ذلك الاستواء، لذا استعمل هذا المصطلح في هذا المعنى أيضا (1).
وعلى كل حال فإن المقصود من هذه الكلمة - في الآية مورد البحث - هو الدق الشديد للجبال والأراضي اللا مستوية بعضها ببعض بحيث تستوي وتتلاشى فيها جميع التعرجات.
ثم يضيف تعالى: فيومئذ وقعت الواقعة.
في ذلك اليوم العظيم لا تتلا شئ فيه الأرض والجبال فحسب، بل يقع حدث عظيم آخر، وذلك قوله تعالى: وانشقت السماء فهي يومئذ واهية وذلك بيان لما تتعرض له، الأجرام السماوية العظيمة من انفلاقات وتناثر وتلاشي، حيث تضطرب هذه الأجرام الهائلة وتتحول فيها النظام إلى فوضى والتماسك إلى ضعف، والاستحكام إلى خواء بشكل عجيب. وذلك من خلال حركات وتحولات مرعبة جدا، كما يعبر القرآن الكريم عن ذلك بقوله تعالى: فإذا انشقت السماء فكانت وردة كالدهان الرحمن / 37.
وبعبارة أخرى فإن الأرض والسماء الحاليتين تتدمران وتنتهيان، ويحدث عالم جديد على أنقاض العالم السابق يكون أكمل وأتم وأعلى من عالمنا الدنيوي.
والملك على أرجائها.
" أرجاء " جمع (رجا) بمعنى جوانب وأطراف شئ معين، و (الملك) هنا بالرغم من ذكرها بصيغة المفرد، إلا أن المقصود بها هو الجنس والجمع.
إن ملائكة الرحمن - في الآية أعلاه - يصطفون على جوانب وأطراف السماوات ينتظرون تلقي أمر الواحد الأحد لإنجازه بمجرد الإشارة، وكأنهم جنود جاهزون لما يؤمرون به.