إن الفرحة تملؤه بصورة لا مثيل لها، حتى يكاد يطير من شدة فرحته، حيث أن كل ذرة من ذرات وجوده تغمرها الغبطة والسعادة والشكر لله سبحانه على هذه النعم والتوفيق والهداية التي من الله بها عليه ويصرخ (الحمد لله).
ثم يعلن بافتخار عظيم فيقول: إني ظننت أني ملاق حسابيه (1).
" ظن " في مثل هذه الموارد تكون بمعنى (اليقين) إنه يريد أن يقول: إن ما تفضل به الله تعالى علي كان بسبب إيماني بهذا اليوم، والحقيقة أن الإيمان بالحساب والكتاب يمنح الإنسان روح التقوى، والتعهد والإحساس بالمسؤولية، وهذا من أهم عوامل تربية الإنسان.
ثم يبين الله تعالى في الآيات اللاحقة جانبا من جزاء وأجر هؤلاء الأشخاص حيث يقول: فهو في عيشة راضية (2).
وبالرغم من أن الجملة أعلاه تجسد كل ما يستحق أن يقال في هذا الموضوع، إلا أنه سبحانه يضيف للتوضيح الأكثر: في جنة عالية.
إن الجنة التي تكون عالية ورفيعة بشكل لم ير أحد مثلها قط، ولم يسمع بها، ولم يتصور مثلها.
قطوفها دانية (3).
حيث لا جهد مكلف ولا مشقة ولا صعوبة في قطف الثمار، ولا عائق يحول من الإقتراب للأشجار المحملة بالثمار، وجميع هذه النعم في متناول الأيدي بدون