ويسلكون طريق الكفر والشرك، ويقذفون أنفسهم كالشياطين في أتون العذاب الإلهي.
يقول تعالى في البداية: وللذين كفروا بربهم عذاب جهنم وبئس المصير.
ثم يستعرض توضيحا لهذا اللون من العذاب الرهيب فيقول تعالى: إذا ألقوا فيها سمعوا لها شهيقا وهي تفور.
نعم، إنهم عندما يلقون فيها بمنتهى الذل والحقارة تقترن حالة إلقائهم بصدور صوت مرعب وشديد من جهنم، حيث يسيطر الرعب والخوف على جميع وجودهم.
" شهيق " في الأصل بمعنى صوت قبيح ومنكر كصوت الحمار، ويقال أنه مأخوذ من مادة (شهوق) بمعنى كونه طويلا (لذا يطلق على الجبل العالي بأنه شاهق) ومن هنا فإنه (شهيق) جاءت بمعنى الأنين الطويل.
وقال البعض: إن (الزفير) هو الصوت الذي يتردد في الحلق، أما (الشهيق) فهو الصوت الذي يتردد في الصدر، وفي كل الأحوال فإنها إشارة إلى الأصوات المرعبة والمؤلمة.
ثم يضيف تعالى مستعرضا شدة غضب (جهنم) وشدة هيجانها وانزعاجها بقوله تعالى: تكاد تميز من الغيظ (1).
إنها حرارة هائلة جدا ونار حارقة مزمجرة كما لو وضعنا إناء كبير على نار محتدمة فإنه لا يلبث أن يفور ويغلي بشكل يكاد فيه أن يتلاشى ويذوب، أو كإنسان يكاد أن يتفجر من شدة الغضب والثورة والانفعال، هكذا هو منظر جهنم، مركز الغضب الإلهي.