الحاكمة عليها، والروعة المتناهية في جمالها ولطافتها وعظمتها، وسكونها المقترن بالأسرار العجيبة، والهيبة التي تلقي بظلالها على جميع العوالم، مما يجعل الإنسان أمام عالم ملئ بالمعرفة ونور الحق، ويدفعه باتجاه عشق البارئ عز وجل الذي لا يمكن وصفه والتعبير عنه بأي لسان.
وتؤكد الآية الكريمة - مرة أخرى - الحقيقة القائلة بأن جميع النجوم التي نشاهدها ما هي إلا جزء من السماء الأولى، والتي هي أقرب إلينا من أي سماء أخرى من السماوات السبع، لذا أطلق عليها اسم (السماء الدنيا) أي السماء القريبة والتي هي أسفل جميع السماوات الأخرى.
" الرجوم " بمعنى (الرصاص) وهي إشارة إلى الشهب التي تقذف كرصاصة من جهة إلى أخرى من السماء، كما أن (الشهب) هي بقايا النجوم المتلاشية والتي تأثرت بحوادث معينة، وبناء على هذا، فإن المقصود بجعل الكواكب رجوما للشياطين، هو هذه الصخور المتبقية.
أما كيفية رجم الشياطين برصاصات الشهب (الأحجار الصغيرة) التي تسير بصورة غير هادفة في جو السماء، فقد بيناه بشكل تفصيلي في التفسير الأمثل في تفسير الآية (18) من سورة الحجر، وكذلك في تفسير الآية (20) من سورة الصافات.
* * * 2 ملاحظة 3 عظمة عالم الخلق:
بالرغم من أن القرآن الكريم نزل في مجتمع الجاهلية والتأخر.. إلا أننا عندما نلاحظ آياته نراها غالبا ما تدعو المسلمين إلى التفكر والتأمل بالأسرار العظيمة التي يزخر بها عالم الوجود، الأمر الذي لم يكن مفهوما في ذلك العصر،