قال أبو جعفر عليه السلام: هذه الآية نزلت حين أشار حباب بن المنذر على النبي عليه السلام ان ينتقل من جانب مكة حتى ينزل على القليب ويجعلها خلفه، فقال بعضهم لا تنقض مصافك يا رسول الله، فتنازعوا فنزلت الآية وعمل على قول حباب (١).
وقوله تعالى ﴿فانفروا ثبات أو انفروا جميعا﴾ (٢) اي إذا نفرتم فانفروا اما ثبات أي جماعات متفرقة سرية بعد سرية واما جميعا مجتمعين كوكبة واحدة ولا تتخاذلوا وقيل في ثبات أي فرقة بعد فرقة أو فرقة في جهة وفرقة في جهة. وقال الباقر عليه السلام الثبات السرايا والجمع العساكر.
ثم قال ﴿فليقاتل في سبيل الله الذين يشرون الحياة الدنيا بالآخرة﴾ (٣) حثا على الجهاد ولا تلتفتوا إلى تثبيط المنافقين، وقاتلوا في سبيل الله بائعين الدنيا بالآخرة، ومن يقاتل جوابه فسوف نؤتيه.
وانما قال (أو يغلب) ان الوعد على القتال حتى ينتهي إلى تلك الحال.
(باب) (أصناف الكفار الذين يجب جهادهم وحكم الأسارى) قال الله تعالى ﴿وقاتلوا المشركين كافة﴾ (٤).
وقال ﴿يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم﴾ (5).
أمر الله نبيه عليه السلام ان يجاهدهم، والجهاد هو ممارسة الامر الشاق،