تذكر. وقال: * (إنما يتذكر أولو الألباب) * فإضافته إلى أولي الألباب، يدل على أن المراد به النظر، والتفكر. والخفيفة في هذا المعنى دون ذلك في الكثرة. وقد قال الله تعالى * (إن هذه تذكرة فمن شاء ذكره) *. وزعموا أنه في حرف أبي: أولا يتذكر.
وأما قوله * (ولم يك شيئا) *: فمعناه لم يك شيئا موجودا، وليس يراد أنه قبل الخلق لم يقع عليه اسم شئ. وهذا كقوله تعالى * (هل أتى على الانسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا) * وقد قال: * (إن زلزلة الساعة شئ عظيم) *.
اللغة: الجثي: جمع الجاثي، وهو الذي برك على ركبتيه، وأصله: جثو، فعول من جثى يجثو. وقد تقدم القول فيه في أوائل السورة. والشيعة: الجماعة المتعاونون على أمر واحد من الأمور، ومنه تشايع القوم: إذا تعاونوا. والصلي:
مصدر صلي يصلي صليا، مثل لقي يلقي لقيا. وصلى يصلي صليا، مثل مضى يمضي مضيا.
الاعراب: العامل في قوله * (أإذا ما مت) * مضمر دل عليه قوله: * (لسوف أخرج حيا) * والتقدير: أإذا ما مت بعثت. ولا يجوز أن يعمل فيه أخرج، لأن ما بعد اللام لا يعمل فيما قبله، كما أن ما بعد أن كذلك، وما بعد الاستفهام، وحرف النفي.
وقد ذكرنا ذلك في مواضع. * (والشياطين) *: يحتمل أن يكون منصوبا بأنه مفعول به أي: ونحشر الشياطين، ويحتمل أن يكون مفعولا معه بمعنى لنحشرنهم مع الشياطين. و * (جثيا) *: منصوب على الحال. و * (عتيا) *: منصوب على التمييز.
وكذلك * (صليا) *. فأما الرفع في * (أيهم أشد) * قال الزجاج: فيه ثلاثة أقوال أحدها:
قال سيبويه، عن يونس: إن * (لننزعن) * معلقة لم تعمل شيئا، فكان قول يونس * (ثم لننزعن) * من كل شيعة. ثم استأنف فقال * (أيهم) *. والثاني: حكى سيبويه عن الخليل أنه بمعنى الذين يقال لهم أيهم أشد على الرحمن عتيا، ومثله قول الشاعر:
ولقد أتيت من القناة بمنزل فأبيت لا حرج، ولا محروم والمعنى: فأبيت بمنزلة الذي يقال لا هو حرج، ولا محروم والثالث: قال سيبويه: إن * (أيهم) * مبنية على الضم، لأنها خالفت أخواتها بأن استعمل معها حذف الابتداء. تقول: اضرب أيهم أفضل، تريد أيهم هو أفضل. فيحسن الاستعمال كذلك بحذف هو، ولا يحسن اضرب من أفضل، حتى تقول من هو أفضل. ولا يحسن كل ما أطيب حتى تقول كل ما هو أطيب. قال: فلما خالفت من، وما،