تعالى: (وابتغوا إليه الوسيلة) توسل في دعائه. وهذه الوسيلة مختلف في بعض أنواعها منها ما يجوز، ومنها ما لا يجوز فالأمر فيه خلاف وهو ضعيف، ومحل هذا الخلاف موضوع علم الفقه، أما علم العقيدة أو التوحيد فيتكلم في الإلهيات والنبويات والسمعيات، فلا معنى لإدخال بحث التوسل في العقيدة وبون كبير بين العلمين.
ومن جملة ما استدل به في جوابه قول الله تعالى: (وقال ربكم ادعوني أستجب لكم)، (فادعوا الله مخلصين له الدين).
وهذا استدلال عجيب لأنه استدل بخارج عن النزاع أجنبي عنه وتقدم جواب مسكت لأمثال هؤلاء عن العلامة الشوكاني، والآية الأولى فيها طلب دعاء الله تعالى، والثانية فيها حث على الدعاء مع الاخلاص، أما التوسل فهو اتخاذ قربة لله رغبة في إجابة الدعاء، وهذه القربة على أنواع كما هو معلوم فلا تنافي بأي وجه مع الآيتين، بل التوسل يوافقهما من حيث أنه يدعو الله تعالى ولا يدعو غيره.
ثم رأيت المجيب يقول في رسالة له مطبوعة باسم (تعقيبات على كتاب السلفية ليست مذهبا) عن التوسل: إنها لمسألة خطيرة تمس العقيدة وتجر إلى الشرك، فكيف تكون هينة. ا ه.
قلت: هون على نفسك يا شيخ، فإذا كان التوسل يجر إلى الشرك فقل لي بربك هؤلاء الأئمة الذين توسلوا بالنبي صلى الله عليه وسلم أحمد وغيره من السلف ومن بعدهم هل علمت أنهم انجروا إلى الشرك حاشاهم من ذلك وهم أئمة الدين.
وكلامك يعني أن التوسل يستلزم بالضرورة الانجرار للشرك وهو