أما بكر بن عبد الله فالذي يظهر لي أنه المزني البصري فهو تابعي ثقة ثبت جليل كما في " التقريب " (ص 127)، فعلى هذا فالحديث مرسل، ولولا الرجل المبهم لكان صحيح الإسناد.
واحتمل السيد السمهودي في " وفاء الوفا " (4 / 1348) أن بكر ابن عبد الله هو المزني المذكور أو هو بكر بن عبد الله بن الربيع الأنصاري الصحابي المترجم له في الإصابة (1 / 164).
ووقع في " الصارم المنكى " (ص 343) بكير بن عبد الله بالياء، وهو تصحيف من الناسخ، وإن لم يكن تصحيفا - وهو بعيد - فإن عبد الله بن وهب يروي في جامعه عن بكير بن عبد الله الأشج المدني ثم المصري بواسطة واحدة، وبكير بن عبد الله الأشج من تابعي التابعين. والأرجح فيما سبق - والله أعلم - أن بكر بن عبد الله هو المزني.
ومع الاحتمالات الثلاثة المذكورة، فالحديث ضعيف الإسناد فقط.
فمن مجانبة قواعد الحديث قول ابن عبد الهادي في الصارم (ص 243): وهو حديث باطل لا أصل له، وخبر معضل لا يعتمد على مثله وهو من أضعف المراسيل وأوهى المنقطعات. ا ه قلت: تزيد الرجل جدا وبالغ وتعنت وتشدد.
فإسناد الحديث ليس فيه إلا الرجل المبهم، وإمامه أحمد بن حنبل وغيره من أئمة الفقه والحديث يحتجون بالمرسل.
ولم يذكر ابن عبد الهادي دليل مقولته لأن قواعد الحديث لا توافقه.