عن أبي الخير أنه سمع عقبة بن عامر يقول خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم وعليه فروج حرير فصلى فيه ثم انصرف فنزعه وقال لا ينبغي لباس هذه للمتقين حدثنا أبو بكرة قال ثنا أبو عاصم قال حدثني عبد الحميد بن جعفر قال ثنا يزيد بن أبي حبيب وذكر بإسناده مثله حدثنا يونس قال ثنا عبد الله بن يوسف قال ثنا الليث عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن عقبة بن عامر أنه قال أهدى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فروج حرير فلبسه ثم ذكر مثله فدلت هذه الآثار أن لبس الحرير كان مباحا وأن النهي عن لبسه كان بعد إباحته فعلمنا أن ما جاء في النهي عن لبسه هو الناسخ لما جاء في إباحة لبسه وهذا أيضا قول أبي حنيفة وأبي يوسف ومحمد وأكثر العلماء وقد روى عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك ما حدثنا أبو بكرة قال ثنا وهب قال ثنا شعبة عن سعد بن إبراهيم عن أبيه أن عمه إسماعيل بن عبد الرحمن دخل مع عبد الرحمن على عمر وعليه قميص من حرير وقلبان من ذهب فشق القميص وفك القلبين وقال أذهب إلى أمك حدثنا أبو بكرة قال ثنا أحمد قال ثنا مسعر عن وبرة بن عبد الرحمن عن عامر عن سويد بن غفلة قال اتينا عمر وعلينا من ثياب أهل فارس أو قال كسرى فقال برح الله هذه الوجوه فرجعنا فألقيناها ولبسنا ثياب العرب فرجعنا إليه فقال أنتم خير من قوم أتوني وعليهم ثياب قوم لو رضيها الله لهم لم يلبسهم إياها لا يصلح أو لا يحل إلا إصبعين أو ثلاثا أو أربعا يعني الحرير حدثنا أبو بكرة قال ثنا أبو أحمد قال ثنا سفيان عن إسماعيل بن سميع عن مسلم البطين عن أبي عمرو الشيباني قال رأى علي بن أبي طالب على رجل جبة في صدره لينة من ديباج فقال له على ما هذا الشئ الذي تحت لحيتك فجعل الرجل ينظر فقال له رجل إنما يعني الديباج حدثنا أبو بكرة قال ثنا إبراهيم بن بشار قال ثنا سفيان عن عمرو عن صفوان بن عبد الله بن صفوان قال استأذن سعد بن أبي وقاص علي بن عامر وتحته مرافق من حرير فأمر بها فرفعت فدخل عليه سعد وعليه مطرف شطره حرير فقال له بن عامر يا أبا إسحاق استأذنت علي وتحتي مرافق من حرير فأمرت بها فرفعت فقال نعم الرجل أنت يا بن عامر إن لم تكن من الذين قال الله عز وجل أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها لان أضطجع على جمر الغضاء أحب إلي من أن اضطجع على مرافق حرير قال فهذا عليك مطرف شطره خز وشطره حرير قال إنما يلي جلدي منه الخز
(٢٤٨)