حدثنا ابن مرزوق قال ثنا وهب قال ثنا شعبة عن منصور عن هلال بن يساف عن أبي يحيى عن عبد الله بن عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى قوما توضؤوا وكأنهم تركوا من أرجلهم شيئا فقال ويل للأعقاب من النار أسبغوا الوضوء حدثنا محمد بن خزيمة قال ثنا عبد الله بن رجاء قال أنا زائدة عن منصور عن هلال بن يساف عن أبي يحيى عن عبد الله بن عمرو قال سافرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة فأتى على ماء بين مكة والمدينة فحضرت العصر فتقدم أناس فانتهينا إليهم وقد توضؤوا وأعقابهم تلوح لم يمسها ماء فقال النبي صلى الله عليه وسلم ويل للأعقاب من النار أسبغوا الوضوء حدثنا أحمد بن داود قال ثنا سهل بن بكار قال ثنا أبو عوانة عن أبي بشر عن يوسف بن ماهك عن عبد الله بن عمرو قال تخلف عنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفرة سافرناها فأدركنا وقد أرهقتنا صلاة العصر ونحن نتوضأ ونمسح على أرجلنا فنادى بلال ويل للأعقاب من النار مرتين أو ثلاثا حدثنا أبو بكرة قال ثنا أبو داود قال ثنا أبو عوانة فذكر مثله قال أبو جعفر فذكر عبد الله بن عمرو أنهم كانوا يمسحون حتى أمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بإسباغ الوضوء وخوفهم فقال ويل للأعقاب من النار فدل ذلك أن حكم المسح الذي كانوا يفعلونه قد نسخه ما تأخر عنه مما ذكرنا فهذا حكم هذا الباب من طريق الآثار وأما وجهه من طريق النظر فإنا قد ذكرنا فيما تقدم من هذا الباب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لمن غسل رجليه في وضوئه من الثواب فثبت بذلك أنهما مما يغسل وأنهما ليستا كالرأس الذي يمسح وغاسله لا ثواب له في غسله وهذا الذي ثبت بهذه الآثار قول أبي حنيفة وأبي يوسف ومحمد رحمهم الله وقد اختلف الناس في قوله تعالى * (وأرجلكم) * فأضافه قوم إلى قوله تعالى (وامسحوا برءوسكم) قصرا على معنى (وامسحوا برءوسكم وأرجلكم) وأضافه قوم إلى قوله * (فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق) فقرأوا وأرجلكم نسقا على قوله فاغسلوا وجوهكم واغسلوا أيديكم واغسلوا أرجلكم على الاضمار والنسق وقد اختلف في ذلك أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن دونهم فما روي عنهم في ذلك ما (0) حدثنا ابن مرزوق قال ثنا أبو داود عن قيس عن عاصم عن زر أن عبد الله بن مسعود قرأ وأرجلكم بالفتح حدثنا ابن مرزوق قال ثنا يعقوب بن إسحاق قال ثنا عبد الوارث بن سعيد ووهيب بن خالد عن خالد الحذاء عن عكرمة عن ابن عباس انه قرأها كذلك
(٣٩)