قال أبو جعفر فذهب قوم إلى أن بسم الله الرحمن الرحيم من فاتحة الكتاب وأنه ينبغي للمصلي أن يقرأ بها كما يقرأ بفاتحة الكتاب واحتجوا في ذلك أيضا بما روى عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كما حدثنا أبو بكرة قال ثنا أبو أحمد قال ثنا عمر بن ذر عن أبيه عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزي عن أبيه قال صليت خلف عمر رضي الله عنه فجهر ب بسم الله الرحمن الرحيم وكان أبي يجهر ب بسم الله الرحمن الرحيم وكما حدثنا فهد قال ثنا محمد بن سعيد قال أنا شريك عن عاصم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه جهر بها وكما حدثنا أبو بكرة قال ثنا أبو عاصم قال أنا ابن جريج عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنه أنه كان لا يدع بسم الله الرحمن الرحيم قبل السورة وبعدها إذا قرأ بسورة أخرى في الصلاة وكما حدثنا أبو بكرة قال ثنا أبو داود قال ثنا أبو بكر النهشلي قال ثنا يزيد الفقير عن ابن عمر رضي الله عنه أنه كان يفتتح القراءة ب بسم الله الرحمن الرحيم وكما حدثنا إبراهيم بن مرزوق قال ثنا أبو زيد الهروي قال ثنا شعبة عن الأزرق بن قيس قال صليت خلف بن الزبير فسمعته يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم غير المغضوب عليهم ولا الضالين بسم الله الرحمن الرحيم واحتجوا في ذلك أيضا بما حدثنا أبو بكرة قال ثنا أبو عاصم قال أنا ابن جريج عن أبيه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنه ولقد آتيناك سبعا من المثاني قال فاتحة الكتاب ثم قرأ بن عباس بسم الله الرحمن الرحيم وقال هي الآية السابعة قال وقرأ على سعيد بن جبير كما قرأ عليه بن عباس رضي الله عنه وخالفهم في ذلك آخرون فقالوا لا نرى الجهر بها في الصلاة واختلفوا بعد ذلك فقال بعضهم يقولها سرا وقال بعضهم لا يقولها البتة لا في السر ولا في العلانية واحتجوا على أهل المقالة الأولى في ذلك بما حدثنا حسين بن نصر قال ثنا يحيى بن حسان قال ثنا عبد الواحد بن زياد قال ثنا عمارة بن القعقاع قال ثنا أبو زرعة بن عمرو بن جرير قال ثنا أبو هريرة رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نهض في الثانية استفتح بالحمد لله رب العالمين ولم يسكت قال أبو جعفر ففي هذا دليل أن بسم الله الرحمن الرحيم ليست من فاتحة الكتاب ولو كانت من فاتحة الكتاب لقرأ بها في الثانية كما قرأ فاتحة الكتاب والذين استحبوا الجهر بها في الركعة الأولى لأنها عندهم من فاتحة الكتاب استحبوا ذلك أيضا في الثانية
(٢٠٠)