شرح معاني الآثار - أحمد بن محمد بن سلمة - ج ١ - الصفحة المقدمة ٨
الشيرازي وبلغنا ان أبا جعفر لما صنف مختصره في الفقه قال رحم الله أبا إبراهيم يعني المزني لو كان حيا لكفر عن يمينه يعني الذي حلفه انه لا يجئ منه شئ وتعقب هذا بعض الأئمة بأنه لا يلزم المزني في ذلك كفارة لأنه حلف على غلبة ظنه ويمكن ان يجاب عن أبي جعفر بأنه أورد ذلك على سبيل المبالغة ولا شك انه يستحب الكفارة في مثل ذلك ولو لم يقل بالوجوب وليس يخفى مثل ذلك على أبي جعفر لكن قرأت بخط محمد بن الزكي المنذري ان الطحاوي إنما قال ذلك كيما يعير المزني فأجابه بعض الفقهاء بان المزني لا يلزمه الحنث أصلا لان من ترك مذهب أصحاب الحديث واخذ بالرأي لم يفلح انتهى مختصرا - قلت وهذا الجواب بعيد عن الفقه فان الامام الطحاوي ما ترك الحديث ولا أصحابه وإنما ترك طريق الشافعية في الاشتغال بالحديث ونهج استدلالهم واختار طريق الأحناف في السلوك والاشتغال بالحديث فصنف التصانيف في الأحاديث واجتهد في اختيار الصحيح منها على طريق المحدثين ثم أكده بالقياس وقد صنف في الجمع بين الأحاديث المختلفة فأجاد وأفاد وسائر تصانيفه بعد تلك القصة فأين الترك والله ملهم الرشد والصواب. قال العلامة الكوثري في الحاوي وقول الطحاوي نفسه في سبب انتقاله هو الجدير بالتعويل وباقي الحكايات لا تخلو من مآخذ سندا ومتنا كما سبق وقد ذكر قبل ذلك خلو بعضها عن السند وانقطاع بعضها قال ومما يلاحظ هنا ان ابن أبي عمران الذي يقال إن الطحاوي انتقل إلى مجلسه تاركا مجلس خاله إنما ولي قضاء مصر بعد القاضي بكار وهو توفي سنة سبعين ومائتين بمصر بعد وفاة المزني سنة أربع وستين بمدة كبيرة وقد قال الذهبي في تذكرة الحفاظ من كبار أصحاب الطحاوي وقد حكى من لفظه ما سبق ذكره مع السند إليه فيكون الاعتماد على حكاية ابن زبر والشروطي لكون قولهما متلقى من الطحاوي مباشرة والذي حكاه ابن حجر في اللسان فتصرف طريف من ابن حجر وفيه كثير من العبر ومن المعلوم ان الغباء الفطري قلما يتحول إلى ذكاء بممارسة العلم وكتب الطحاوي شهود صدق على ذكائه الفطري ومثله لا يكون ممن لا يفهم المسألة مهما بولغ في تقريبهما كما أن المزني لا يستعصي عليه بيان مسالة بحيث لا يفهمها مثل الطحاوي في اتقاد ذهنه على أن المزني ممن ورث رحابة الصدر والصبر امام تلاميذه من امامه العظيم البالغ الذكاء الصابر على تعليم من في فهمه بطا من أصحابه وقد حكى أبو بكر القفال المروزي في فتاواه ان الربيع المروزي رواية المذهب الجديد كان بطئ الفهم فكرر عليه الشافعي مسالة واحدة أربعين مرة فلم يفهم وقام من المجلس حياء فدعاه الشافعي في خلوة وكرر عليه حتى فمه كما نقله ابن السبكي فمن البعيد ان لا يصبر المزني مع الطحاوي في التعليم وهو ابن أخته ويتسرع في الحلف بتلك الصورة البعيدة عن الاتزان واما دعوى انهم هم أهل الحديث دون الآخرين فشنشنة تعودنا ان نسمعها من أفواه أناس فقدوا سلامة التفكير فلو فكروا جيدا في مبلغ توسع أصحابهم في قياس الشبه والمناسبة ورد المرسل مع التساهل في قبول الأحاديث عن كل من هب ودب ودرسوا جيدا مسند أبي العباس الأصم لأقلعوا عن ادعاء انهم هم الذين يأخذون بالسنة دون سائر الطوائف من فقهاء هذه الأمة وليس بين طوائف أهل السنة من لا يتخذ الحديث ثاني أصول الاستنباط لكن بعد تصفيته بمصفاة النقد القويم متنا وسندا لا بالاسترسال في قبول مرويات النقلة من غير بحث ولا تنقيب عن كل ما ورد في البحث الموضوع على مشرحة التمحيص انتهى.
الفائدة الرابعة في حال العلم بمصر في زمانه:
كانت مصر محطة للمالكية لان عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى أرسل إليها في خلافته نافعا ليعلم أهلها
(المقدمة ٨)
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تقديم وتعريف بالكتاب بقلم المحقق المقدمة 5
2 ترجمة الإمام الهمام أبي جعفر الطحاوي 4
3 الطهارة 11
4 باب سؤر الهر 18
5 باب سؤر الكلب 21
6 باب سؤر بني آدم 24
7 باب التسمية على الوضوء 26
8 باب الوضوء للصلاة مرة مرة وثلاثا ثلاثا 29
9 باب فرض مسح الرأس في الوضوء 30
10 باب حكم الأذنين في وضوء الصلاة 32
11 باب فرض الرجلين في وضوء الصلاة 34
12 باب الوضوء، هل يجب لكل صلاة أم لا؟ 41
13 باب الرجل يخرج من ذكره المذي كيف يفعل؟ 45
14 باب حكم المني، هل هو طاهر أم نجس 48
15 باب الذي يجامع ولا ينزل 53
16 باب أكل ما غيرت النار، هل يوجب الوضوء 62
17 باب مس الفرج، هل يجب فيه الوضوء أم لا 71
18 باب المسح على الخفين كم وقته للمقيم والمسافر 79
19 باب ذكر الجنب والحائض والذي ليس على وضوء وقراءتهم القرآن 85
20 باب حكم بول الغلام والجارية قبل أن يأكلا الطعام 92
21 باب الرجل لا يجد إلا نبيذ التمر هل يتوضأ به أو يتيمم 94
22 باب المسح على النعلين 96
23 باب المستحاضة كيف تتطهر للصلاة 98
24 باب حكم بول ما يؤكل لحمه 107
25 باب صفة التيمم كيف هي 110
26 باب غسل يوم الجمعة 115
27 باب الاستجمار 120
28 باب الاستجمار بالعظام 123
29 باب الجنب يريد النوم أو الأكل أو الشرب 124
30 كتاب الصلاة 130
31 باب الأذان كيف هو 130
32 باب الإقامة كيف هي 132
33 باب قول المؤذن في أذان الصبح الصلاة خير من النوم 136
34 باب التأذين للفجر أي وقت هو 137
35 باب الرجلين، يؤذن أحدهما، ويقيم الآخر 142
36 باب ما يستحب للرجل أن يقوله إذا سمع الأذان 143
37 باب مواقيت الصلاة 146
38 باب الجمع بين صلاتين، كيف هو 160
39 باب الصلاة الوسطى أي الصلوات 167
40 باب الوقت الذي يصلى فيه الفجر أي وقت هو 176
41 باب الوقت الذي يستحب أن يصلى صلاة الظهر فيه 184
42 باب صلاة العصر هل تعجل أو تؤخر 189
43 باب رفع اليدين في افتتاح الصلاة إلى أين يبلغ بهما 195
44 باب ما يقال في الصلاة بعد تكبيرة الافتتاح 197
45 باب قراءة بسم الله الرحمن الرحيم في الصلاة 199
46 باب القراءة في الظهر والعصر 205
47 باب القراءة في صلاة المغرب 211
48 باب القراءة خلف الإمام 215
49 باب الخفض في الصلاة هل فيه تكبير 220
50 باب التكبير للركوع والتكبير للسجود والرفع من الركوع هل مع ذلك رفع أم لا 222
51 باب التطبيق في الركوع 229
52 باب مقدار الركوع والسجود الذي لا يجزئ أقل منه 232
53 باب ما ينبغي أن يقال في الركوع والسجود 233
54 باب الإمام يقول سمع الله لمن حمده 238
55 باب القنوت في صلاة الفجر وغيرها 241
56 باب ما يبدأ بوضعه في السجود اليدين أو الركبتين 254
57 باب وضع اليدين في السجود أين ينبغي أن يكون 257
58 باب صفة الجلوس في الصلاة، كيف هو 257
59 باب التشهد في الصلاة، كيف هو 261
60 باب السلام في الصلاة، كيف هو 266
61 باب السلام في الصلاة هل هو من فروضها أو سننها 273
62 باب الوتر 277
63 باب القراءة في ركعتي الفجر 296
64 باب الركعتين بعد العصر 300
65 باب الرجل يصلى بالرجلين أين يقيمهما 306
66 باب صلاة الخوف، كيف هي 309
67 باب الرجل يكون في الحرب فتحضره الصلاة 321
68 باب الاستسقاء كيف هو وهل فيه صلاة أم لا؟ 321
69 باب صلاة الكسوف كيف هي 327
70 باب القراءة في صلاة الكسوف كيف هي 332
71 باب التطوع بالليل والنهار كيف هو 334
72 باب التطوع بعد الجمعة كيف هو 336
73 باب الرجل يفتتح الصلاة قاعدا 338
74 باب التطوع في المساجد 339
75 باب التطوع بعد الوتر 340
76 باب القراءة في صلاة الليل، كيف هي 344
77 باب جمع السور في ركعة 345
78 باب القيام في شهر رمضان 349
79 باب المفصل هل فيه سجود أم لا 352
80 باب الرجل يصلي في رحله ثم يأتي المسجد 362
81 باب الرجل يدخل المسجد يوم الجمعة والامام يخطب 365
82 باب الرجل يدخل المسجد والامام في صلاة الفجر 371
83 باب الصلاة في الثوب الواحد 377
84 باب الصلاة في أعطان الإبل 383
85 باب الإمام يفوته صلاة العيد 386
86 باب الصلاة في الكعبة 389
87 باب من صلى خلف الصف وحده 393
88 باب الرجل يصلي صلاة الغداة ركعة ثم تطلع الشمس 399
89 باب صلاة الصحيح خلف المريض 403
90 باب الرجل يصلي الفريضة خلف من يصلي تطوعا 408
91 باب التوقيت في القراءة في الصلاة 413
92 باب صلاة المسافر 415
93 باب الوتر هل يصلى في المفر على الراحلة أم لا 428
94 باب الرجل يشك في صلاته 431
95 باب سجود السهو في الصلاة هل قبل التسليم أو بعده 438
96 باب الكلام في الصلاة لما يحدث فيها من السهو 443
97 باب الإشارة في الصلاة 453
98 باب المرور بين يدي المصلي هل يقطع عليه الصلاة 458
99 باب الرجل ينام عن الصلاة أو ينساها كيف يقضيها 464
100 باب دباغ الميتة 468
101 باب الفخذ هل هو من العورة أم لا 473
102 باب الأفضل في صلاة التطوع 476
103 كتاب الجنائز - باب المشي في الجنازة كيف هو 477
104 باب المشي في الجنازة أين ينبغي أن يكون منها 479
105 باب الجنازة تمر بالقوم أيقومون لها أم لا 485
106 باب الرجل يصلى على الميت أين ينبغي أن يقوم منه 490
107 باب الصلاة على الجنازة هل ينبغي أن تكون في المساجد 492
108 باب التكبير على الجنائز كم هو 493
109 باب الصلاة على الشهداء 501
110 باب الطفل يموت أيصلى عليه أم لا 507
111 باب المشي بين القبور بالنعال 510
112 باب الدفن بالليل 513
113 باب الجلوس على القبور 515