الفائدة الثالثة في زمان طلبه العلم:
جاء الامام الطحاوي رحمه الله تعالى مصر لطلب العلم واشتغل به عند خاله أبي إبراهيم المزني الشافعي من اجل تلاميذ الإمام الشافعي. قال ياقوت الرومي الحموي في معجم البلدان قال الطحاوي أول من كتبت عنه المزني واخذت بقول الشافعي فلما كان بعد سنين قدم إلينا أحمد بن أبي عمران قاضيا على مصر فصحبته واخذت بقوله وكان يتفقه على مذهب الكوفيين وتركت قولي الأول انتهى. وهكذا ذكر ابن بدران في تهذيب تاريخ ابن عساكر عن الطحاوي - وقال اليافعي في مرآة الجنان وذكر أبو علي الخليلي في كتاب الارشاد في ترجمة المزني ان الطحاوي كان ابن أخت المزني وان محمد بن أحمد الشروطي قال: قلت للطحاوي لم خالفت خالك واخترت مذهب أبي حنيفة فقال لأني كنت أرى خالي يديم النظر في كتب أبي حنيفة فلذلك انتقلت إليه انتهى وهكذا ذكر ابن خلكان في وفيات الأعيان عن أبي يعلي الخليلي في كتاب الارشاد فذكره بلفظه المذكور قال العلامة الكوثري في الحاوي يعني فبدأت أديم النظر فيها فاجتذبتني إلى المذهب كما حملت تلك الكتب خالي على الانحياز إلى أبي حنيفة في كثير من المسائل كما يظهر من مختصر المزني ومخالفاته للشافعي فيه في كثير من المسائل انتهى وقال الإمام أبو إسحاق الشيرازي في طبقات الفقهاء أبو جعفر أحمد بن محمد بن سلامة الطحاوي واليه انتهت رياسة أصحاب أبي حنيفة بمصر اخذ العلم عن أبي جعفر بن أبي عمران وعن أبي حازم وغيرهما وكان شافعيا يقرا على أبي إبراهيم المزني فقال له والله لا جاء منك شئ فغضب أبو جعفر من ذلك وانتقل إلى أبي جعفر ابن أبي عمران فلما صنف مختصره قال رحمه الله أبا إبراهيم لو كان حيا لكفر عن يمينه انتهى - وهكذا ذكره ابن بدران الدمشقي في تهذيب تاريخ دمشق عن إبراهيم بن علي بن يوسف الشيرازي في طبقات الفقهاء وهكذا ذكره عن أبي إسحاق ابن عماد الحنبلي في شذرات الذهب واليافعي في المرآة والذهبي في تذكرة الحفاظ وهكذا قال ابن خلكان في وفيات الأعيان بدون العزوالي أبي إسحاق وذكره ابن كثير في البداية عن ابن خلكان وذكر الشيخ عبد القادر في الجواهر المضية في ترجمة أحمد بن عبد المنعم أبي نصر الآمدي الخطيب روى عنه السلفي وذكره في معجم شيوخه قال سمعت القاضي أبا نصر احمد أحد الخطباء بثغر آمد سمعت القاضي أبا عبد الله الدامغاني ببغداد سمعت أبا الحسين أحمد بن محمد بن جعفر بن القدوري قال كان أبو جعفر الطحاوي يقرا على المزني فقال له يوما والله لا أفلحت فغضب وانتقل من عنده وتفقه على مذهب أبي حنيفة رضي الله عنه فصار إماما وكان إذا درس أو أجاب في المشكلات يقول رحم الله أبا إبراهيم لو كان حيا ورآني كفر عن يمينه انتهى وقال ابن بدران الدمشقي في تهذيب تاريخ دمشق وقال أبو سليمان بن ترب بلغني ان سبب تركه لمذهب الشافعي انه تكلم يوما بحضر المزني في مسالة فقال له المزني والله لا تفلح ابدا فغضب من قوله وانقطع إلى أبي جعفر بن أبي عمران وقال بقول أبي حنيفة حتى صار رأسا فيه فاجتاز بعد ذلك بقبر المزني فقال يرحمك الله يا أبا إبراهيم اما لو كنت حيا لكفرت عن يمينك انتهى وقال الحافظ في اللسان قال أبو سعيد بن يونس في تاريخ مصر وتفقه (الطحاوي) أولا على خاله أبي إبراهيم إسماعيل المزني صاحب الشافعي وسمع منه كتاب السنن روايته عن الشافعي وغير ذلك وكان أولا على مذهب الشافعي ثم تحول إلى مذهب الحنفية لكائنة جرت له مع خاله المزني وذلك أنه كان يقرا عليه فمرت مسالة دقيقة فلم يفهمها أبو جعفر فبالغ المزني في تقريبها له فلم يتفق ذلك فغضب المزني متضجرا فقال والله لا جاء منك شئ فقام أبو جعفر من عنده وتحول إلى أبي جعفر بن أبي عمران وكان قاضي الديار المصرية بعد القاضي بكار فتفقه عنده ولازمه إلى أن صار منه ما صار قال الشيخ أبو إسحاق