ولكنه والله أعلم كان بعد أن أخرجت النجاسة من البير فسألوا النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك هل تطهر بإخراج النجاسة منها فلا ينجس ماؤها الذي يطرأ عليها بعد ذلك وذلك موضع مشكل لان حيطان البير لم تغسل وطينها لم يخرج فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم إن الماء لا ينجس يريد بذلك الماء الذي طرأ عليها بعد إخراج النجاسة منها لا أن الماء لا ينجس إذا خالطته النجاسة وقد رأيناه صلى الله عليه وسلم قال المؤمن لا ينجس. حدثناه بن أبي داود قال ثنا المقدمي قال ثنا ابن أبي عدي عن حميد ح وحدثنا ابن خزيمة قال ثنا الحجاج بن منهال قال ثنا حماد عن حميد عن بكر عن أبي رافع عن أبي هريرة قال لقيت النبي صلى الله عليه وسلم وأنا جنب فمد يده إلي فقبضت يدي عنه وقلت إني جنب فقال سبحان الله إن المسلم لا ينجس وقال عليه السلام في غير هذا الحديث إن الأرض لا تنجس.
حدثنا بذلك أبو بكرة بكار بن قتيبة البكرلوي قال ثنا أبو داود قال ثنا أبو عقيل الدورقي قال ثنا الحسن أن وفد ثقيف لما قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ضرب لهم قبة في المسجد فقالوا يا رسول الله قوم أنجاس فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه ليس على الأرض من أنجاس الناس شئ إنما أنجاس الناس على أنفسهم فلم يكن معنى قوله المسلم لا ينجس يريد بذلك أن بدنه لا ينجس وإن أصابته النجاسة إنما أراد أنه لا ينجس لمعنى غير ذلك وكذلك قوله الأرض لا تنجس ليس يعني بذلك أنها لا تنجس وإن أصابتها النجاسة وكيف يكون ذلك وقد أمر بالمكان الذي بال فيه الاعرابي من المسجد أن يصب عليه ذنوب من ماء.
حدثنا بذلك أبو بكرة قال ثنا عمر بن يونس اليمامي قال ثنا عكرمة بن عمار قال ثنا إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة قال حدثني أنس بن مالك قال بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم جلوسا إذ جاء أعرابي فقام يبول في المسجد فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مه مه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم دعوه فتركوه حتى بال ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعاه فقال له إن هذه المساجد لا تصلح لشئ من هذا البول والعذرة إنما هي لذكر الله والصلاة وقراءة القرآن.
قال عكرمة أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمر رجلا فجاءه بدلو من ماء فشنه عليه.
حدثنا علي بن شيبة قال ثنا يحيى قال ثنا عبد العزيز بن محمد عن يحيى بن سعيد أنه سمع أنس بن مالك يذكر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم نحوه غير أنه لم يذكر قوله إن هذه المساجد إلى آخر الحديث