أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ثوب بالصلاة فلا تأتوها وأنتم تسعون وائتوها وعليكم السكينة والوقار فما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا حدثنا يونس قال أنا ابن وهب أن مالكا حدثه عن العلاء عن أبيه وإسحاق بن عبد الله أنهما سمعا أبا هريرة رضي الله عنه يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ذكر مثله وزاد فان أحدكم في صلاة ما كان يعمد إلى الصلاة حدثنا علي بن معبد قال ثنا عبد الوهاب قال أنا حميد الطويل عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال إذا جاء أحدكم يعنى إلى الصلاة فليمش على هيئته فليصل ما أدرك وليقض ما سبق به منها قال أبو جعفر والنظر عندنا يدل على أن من صلى خلف الصف فصلاته جائزة وذلك أنهم لا يختلفون في رجل كان يصلى وراء الامام في صف فخلا موضع رجل أمامه أنه ينبغي له أن يمشى إليه حتى يقوم فيه وكذلك روى عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما حدثنا ابن مرزوق قال ثنا أبو الوليد قال ثنا شعبة قال ثنا عمرو بن مرة أنبأني قال سمعت خيثمة بن عبد الرحمن يقول صليت إلى جنب بن عمر رضي الله عنهما فرأى في الصف خللا فجعل يغمزني أن أتقدم إليه وجعلت إنما يمنعني أن أتقدم الضيق بمكاني إذا جلس أن أبعد منه فلما أن رأى ذلك تقدم هو والذي يتقدم من صف إلى صف على ما ذكرنا هو فيما بين الصفين في غير صف فلم يضره ذلك ولم يخرجه من الصلاة فلو كانت الصلاة لا تجوز إلا بقيام في صف لفسدت على هذا صلاته لما صار في غير صف وإن كان ذلك أقل القليل كما أن من وقف على مكان نجس وهو يصلى أقل القليل أفسد ذلك عليه صلاته فلما أجمعوا أنهم يأمرون هذا الرجل بالتقدم إلى ما خلا أمامه من الصف ولا يفسد عليه صلاته كونه فيما بين الصفين في غير صف دل ذلك على أن من صلى دون الصف أن صلاته مجزئة عنه وقد روى عن جماعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم ركعوا دون الصف ثم مشوا إلى الصف واعتدوا بتلك الركعة التي ركعوها دون الصف فمن ذلك ما حدثنا محمد بن عمرو بن يونس قال ثنا يحيى بن عيسى عن سفيان بن منصور عن زيد بن وهب قال دخلت المسجد أنا وابن مسعود رضي الله عنه فأدركنا الامام وهو راكع فركعنا ثم مشينا حتى استوينا بالصف فلما قضى الامام الصلاة قمت لأقضي فقال عبد الله قد أدركت الصلاة
(٣٩٧)