وكان لها الفضل أيضا في التنسيق الفني الجيد، والتنظيم الرائع لفصول الفقه مع دقة متناهية في العبارات.
وقد أولت هذه المدرسة الفقه الشيعي اهتماما خاصا، فبعد أن كان علماؤنا يبحثون في كتبهم الآراء الشيعية والسنية انصرفوا في هذا الدور إلى بحث أقوال فقهاء الشيعة فقط، والتبحر في فحصها ونقدها وتقويتها.
وكان من نتاج ذلك كتب فقهية مهمة معروفة بعمق الفكرة ودقة المطلب وروعة البيان ومن أهمها: الذكرى، واللمعة الدمشقية، والدروس الشرعية، والبيان، وشرح نكت الإرشاد (غاية المراد) والقواعد الفقهية وغيرها.
وبذلك تمكن الشهيد رحمه الله من وضع اللبنة الأساسية لمدرسته العلمية في جبل عامل وليكون رائد النهضة الفقهية في زمانه.
الشهيد الأول وحكومة سربداران إن نشاط الشهيد الأول الواسع لم يقتصر على قريته جزين ولا جبل عامل وإنما تعداه إلى دمشق حيث صرف الشهيد جزء كبيرا من عمره الشريف في دمشق.
ولسعة اطلاعه على المذاهب الإسلامية كلها فقد أسرع الناس إلى مجلسه للدراسة عنده والاستماع لمواعظه، ففرض لنفسه وجودا كبيرا في مجتمع دمشق بحيث امتد تأثيره إلى الحكام والسلاطين فكان يجتمع بهم ويسدي لهم النصح والتوجيه. وأما بيته فكان ناديا علميا يعج بالزوار من كبار العلماء والفضلاء والأدباء وملجأ لكل المسلمين - شيعة وسنة -.
وكان الشيعة في كل أرجاء المعمورة يتشوقون لزيارة أو يقوم بزيارتهم خصوصا بلاد فارس والري وخراسان، ولكن لم يكن بوسعة إجابة طلبهم والسفر