دعوني فأكون أول من ضربها فقال بسم الله فضربها فوقعت فلقة ثلثها فقال الله أكبر قصور الروم ورب الكعبة ثم ضرب أخرى فوقعت فلقة فقال الله أكبر قصور فارس ورب الكعبة فقال عندها المنافقون نحن بخندق وهو يعدنا قصور فارس والروم. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير عبد الله ابن أحمد بن حنبل ونعيم العنبري وهما ثقتان. وعن أبي هريرة قال جاء الحارث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ناصفنا تمر المدينة وإلا ملأتها عليك خيلا ورجالا فقال حتى أستأمر السعود سعد بن عبادة وسعد بن معاذ يعنى يشاورهما فقالا لا والله ما أعطينا المدينة من أنفسنا في الجاهلية فكيف وقد جاء الله بالاسلام فرجع إلى الحارث فأخبره فقال غدرت يا محمد قال فقال حسان:
يا حار من يغدر بذمة جاره * منكم فان محمدا لا يغدر إن تغدروا أفالغدر من عاداتكم (1) * واللؤم ينبت في أصول السخبر وأمانة النهدي حين لقيتها * مثل الزجاجة صدعها لا يجبر قال فقال الحارث كف عيا يا محمد لسان حسان فلو مزج به ماء البحر لمزج.
رواه البزار والطبراني ولفظه عن أبي هريرة قال جاء الحارث الغطفاني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد شاطرنا تمر المدينة فقال حتى أستأمر السعود فبعث إلى سعد بن معاد وسعد بن عبادة وسعد بن الربيع وسعد بن خيثمة وسعد ابن مسعود فقال إني قد علمت أن العرب قد رمتكم عن قوس واحدة وان الحارث سألكم تشاطروه تمر المدينة فان أردتم أن تدفعوه عامكم هذا في أمركم بعد فقالوا يا رسول الله أوحى من السماء فالتسليم لأمر الله أو عن رأيك وهواك فرأينا نتبع هواك ورأيك فان كنت إنما تريد الا بقاء علينا فوالله لقد رأيتنا وإياهم على سواء ما ينالون منا تمرة الا شراءا أو قرى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هو ذا تسمعون ما يقولون قالوا غدرت يا محمد فقال حسان بن ثابت رضي الله عنه: