سمين غيرك " أما والله لو فتح لي من بصري لكان لي ولابن الزبير ولبني أبيه يوم أرونان (1) (2).
(462) ابن عباس وابن الزبير قال: وبلغ ابن الزبير أن ابن عباس يقول فيه ما يقول، فخرج من منزله في عدة من أصحابه حتى وقف في الناس خطيبا، فحمد الله وأثني عليه، ثم قال:
أيها الناس! إن فيكم رجلا أعمي الله قلبه كما أعصى الله بصره، يزري على عائشة أم المؤمنين ويعيب طلحة والزبير حواري رسول الله صلى الله عليه وآله ويحل المتعة، فاجتنبوه، جنبه الله السداد.
قال: وكان ابن عباس يومئذ حاضرا، فلما سمع ذلك وثب قائما على قدميه، ثم قال: يا ابن الزبير! أما ما ذكرت من أم المؤمنين عائشة، فإن أول من هتك عنها الحجاب أنت وأبوك وخالك، وقد أمرها الله عز وجل أن تقر في بيتها، فلم تفعل، فتجاوز الله عنها ورحمها. وأما أبوك وأنت وخالك طلحة وأشياعكم، فلقد لقيناكم يوم الجمل فقاتلنا كم، فإن كنا مؤمنين فقد كفرتم بقتالكم المؤمنين، وإن كنا كفارا فقد كفرتم بفراركم من الزحف. وأما ذكرك للمتعة، إني أحلها، فإني إنما كنت أفتيت فيها في خلافة عثمان بن عفان.
وقلت: إنما هي كالميتة والدم ولحم الخنزير لمن اضطر إليها حتى نهاني عنها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، وقال: أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله حين رخص فيها على حد الضرورة، وسمعته حين حرمها ونهى عنها بعد ذلك، وإن الله تبارك وتعالى قد حرمها ونهى أن يرخص فيها، فما رخصت فيها