عليه وآله لهم، ويعتريني والله وجد لا أبثه بثة، لتشرف قريش على الناس بشرفهم، واجتماعهم على نزع سلطان رسول الله صلى الله عليه وآله من أيديهم! فقال له عبد الرحمان: ويحك! والله لقد أجهدت نفسي لكم. قال له المقداد: والله لقد تركت رجلا من الذين يأمرون بالحق وبه يعدلون، أما والله! لو أن لي على قريش أعوانا لقاتلتهم قتالي إياهم يوم بدر واحد، فقال له عبد الرحمن: ثكلتك أمك يا مقداد! لا يسمعن هذا الكلام منك الناس، أم والله إني لخائف أن تكون صاحب فرقة وفتنة.
قال جندب: فأتيته بعد ما انصرف من مقامه، فقلت له: يا مقداد أنا من أعوانك، فقال: رحمك الله! إن الذي نريد لا يغني فيه الثلاثة والرجلان.
فخرجت من عنده فأتيت علي بن أبي طالب صلوات الله عليه فذكرت له ما قال وما قلت، قال: فدعا لنا بخير (1).
(303) المقداد والشورى عن حبيب بن أبي ثابت، قال: لما حضر القوم الدار للشورى جاء المقداد ابن الأسود الكندي رحمه الله فقال: أدخلوني معكم، فإن لله عندي نصحا ولي بكم خيرا، فأبوا. فقال: أدخلوا رأسي واسمعوا مني، فأبوا عليه ذلك.
فقال: أما إذا أبيتم فلا تبايعوا رجلا لم يشهد بدرا ولم يبايع بيعة الرضوان وانهزم يوم أحد ويوم التقى الجمعان. فقال عثمان: أم والله لئن وليتها لأردنك إلى ربك الأول.
فلما نزل بالمقداد الموت قال: أخبروا عثمان أني قد رددت إلى ربي