(292) المفيد رحمه الله وبعض المخالفين سئل الشيخ المفيد - رحمه الله -: لم أخذ (يعني عليا عليه السلام) عطاءهم، وصلى خلفهم، ونكح سبيهم وحكم في مجالسهم؟
فقال: أما أخذه العطاء فأخذ بعض حقه. وأما الصلاة خلفهم فهو الإمام، من تقدم بين يديه فصلاته فاسدة، على أن كلا مؤد حقه. وأما نكاحه من سبيهم، فمن طريق الممانعة: أن الشيعة روت: أن الحنفية زوجها أمير المؤمنين عليه السلام محمد بن مسلم الحنفي، واستدلوا على ذلك بأن عمر ابن الخطاب لما رد من كان أبو بكر سباه لم يرد الحنفية، فلو كانت من السبي لردها. ومن طريق المتابعة: أنه لو نكح من سبيهم لم يكن لكم ما أردتم، لأن الذين سباهم أبو بكر كانوا عندكم قادحين في نبوة رسول الله كفارا، فنكاحهم حلال لكل أحد ولو كان الذين سباهم يزيد وزياد، وإنما كان يسوغ لكم ما ذكرتموه إذا كان الذين سباهم قادحين في إمامته ثم نكح أمير المؤمنين.
وأما حكمه في مجالسهم، فإنه لو قدر أن لا يدعهم يحكمون حكما لفعل، إذ الحكم إليه، وله دونهم.